سوريا ترحّب بأي مبادرة عربية

النهار ، شعبان عبود:

افاد مصدر سوري ان دمشق "ترحب بأي جهود، او مبادرة عربية من شأنها تعزيز التضامن العربي وازالة التوتر بين سوريا ولبنان".

ومن المقرر ان يصل مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان مبعوثا من الرئيس المصري حسني مبارك، الى دمشق للقاء مسؤولين سوريين في مقدمهم الرئيس بشار الاسد ووزير الخارجية فاروق الشرع، الى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل وعدد من الشخصيات الفلسطينية المقيمة في دمشق.

وقال المصدر لـ"النهار" ان "المبادرة عربية وتأتي في اطار مساع مصرية – سعودية – عربية مشتركة لمعالجة نقاط في ملف العلاقة السورية – اللبنانية، بغية تخفيف عوامل التوتر في هذه العلاقة، توصلا الى ازالتها".

ولم يوضح طبيعة هذه "النقاط"، لكنه اشار الى ان دمشق ستستمع من سليمان الى "طبيعتها ومضامينها".

وعن الملاحظات السورية التي ستطرح امام المبعوث المصري لتحسين العلاقة قال: "هناك امور كثيرة، منها ضرورة ان يتوقف بعض المسؤولين والسياسيين اللبنانيين عن اتهام دمشق سلفا او التلويح بمسؤوليتها عن جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وان يترك هذا الموضوع للجنة التحقيق الدولية، وان يتوقفوا كذلك عن التدخل في الشؤون الداخلية السورية، الى ضرورة الالتزام الفعلي لما ورد في نص البيان الحكومي اللبناني عن العلاقة مع سوريا".

وفي الموضوع الفلسطيني قال ان "ليس لدمشق اي مطالب او ملاحظات تتصل بالملف الفلسطيني في لبنان، لان ذلك شأن يخص لبنان والسلطة الفلسطينية بغض النظر عمن هم في هذه السلطة".

الى ذلك، قالت مصادر فلسطينية مقربة من حركة حماس لـ"النهار" ان سليمان سيبحث مع مشعل وعدد من الشخصيات الفلسطينية في "مواضيع متصلة بمرحلة ما بعد نجاح حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وموضوع السلاح الفلسطيني في لبنان". واوضحت ان "مشعل سيؤكد لسليمان موقف حماس من موضوع السلاح الفلسطيني في لبنان، الذي ينطلق من ان امن لبنان وسيادته فوق اي اعتبار وان الوجود الفلسطيني هناك هو وجود موقت وان الحركة ضد اي تدخل فلسطيني في الشأن الداخلي السياسي اللبناني. لكن الملف الفلسطيني في لبنان يجب معالجته مع الحكومة اللبنانية ضمن حزمة متكاملة لان ثمة ابعادا سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية وقانونية ترتبط بهذا الملف".

وانتقدت صحيفة "البعث" السورية "من يشك في مقدرة حماس على ادارة الحكومة المقبلة ويضع العصي في الدواليب من اجل احباط مشروع الحركة". وشددت على دعمها لطرح "حماس" تأليف حكومة وحدة وطنية. ورأت "ان الوضع الفلسطيني هو بالغ الصعوبة منذ سنين ويحتاج الى طاقات جبارة للخروج من تلك الازمات التي لا يمكن التعامل معها من دون تعاون الجميع".