يلقي الرئيس بوش اليوم الثلاثاء خطاب حالة الاتحاد، ويحدد خلاله اولويات اخر ثلاث سنوات لعهده. والاتجاه الذي يجب ان تسير فيه اميركا واضح: نحو طاقة مستقلة. واذا ما ارتفع الحجم الى هذا التحدي، فإن هذا الخطاب يمكن ان يكون بداية جديدة لرئاسته. اما اذا لم يرتفع لمثل هذا التحدي فقد انتهت هذه الادارة، لأنها ستكون قد تخلت عن القيادة في اكبر قضية ليومنا. في ما يلى الخطاب الذي اود الاستماع اليه:

ايها المواطن الاميركي، في 25 مايو 1961 القى كنيدي خطابا غير عادي عن حالة الاتحاد، طالب فيه الامة بتوجيه كل مواردها لإيصال رجل الى القمر. وكان كنيدي يحاول، بتحديده هذا الهدف الاسمى تجميع كل مواهبنا الصناعية والعلمية، والرغبة في تقديم تضحيات ماليا، للحاق بالاتحاد السوفياتي، الذي تغلب على اميركا في مجال محركات الصواريخ الضخمة.

وقال كنيدي: «في الوقت الذي لا يمكننا ضمان ان نحتل المرتبة الاولى، فإننا نؤكد ان الفشل في تحقيق هذا الهدف سيضعنا في المرتبة الاخيرة».

اتقدم لكم اليوم بتحد مماثل. كان الرئيس كنيدي قلقا بخصوص التهديدات، التي تمثلها الشيوعية لطريقتنا في الحياة. وانا ابلغكم اننا اذا لم نتخل عن اعتمادنا على النفط ونتجه الي الطاقة المتجددة، فستتغير حياتنا للأسوأ، وفي وقت ليس بالبعيد، اكثر مما كان يمكن ان تؤدي له الشيوعية. ان تطبيق تلك النقلة هو دعوة عصرنا.

لماذا؟ اولا نحن في حرب مع فرع من اسلام الشرق الاوسط يمول من استهلاكنا للطاقة. ثانيا، مع وجود ملايين من الصينيين والهنود يشترون السيارات والمنازل وينضمون الي الطبقة الوسطى العالمية، يجب علينا وبسرعة الابتعاد عن حرق الوقود الحجري، والا سيتسبب ذلك في زيادة ظاهرة الدفء الحراري بطريقة تكفي لاذابة القطب الشمالي.

وبسبب ذلك فإن السيارات والبيوت والمكاتب والمعدات والتصميمات والطاقة المتجددة، ستصبح اكبر مجالات النمو في القرن الواحد والعشرين. وإذا لم نسيطر على ذلك القطاع، فإن الصين والهند واليابان او اوروبا ستنجح في ذلك.

ولكن لكي نتمكن من القيادة، يجب علينا فرض اعلى مستويات كفاءة استخدام الطاقة في صناعة السيارات وغيرها من القطاعات، بحيث نجبرها على ان تكون اكثر ابداعا. اريد ان نلهم الاولاد والبنات عبر اميركا لدراسة الرياضيات والعلوم والهندسة لمساعدة امتنا لتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة الخضراء. لقد قال الرئيس كنيدي دعونا نضع رجلا علي القمر. وأقول دعونا نتخلص من استخدام النفط.

وأخيرا، دعوتي لتطبيق الديمقراطية لن تنجز ما دامت أسوأ الأنظمة على وجه الأرض، إيران والسودان وفنزويلا، تملك أموالا نفطية طائلة وتسيئ التصرف وتتجاهل العالم، كما لن تنجز هذه الدعوة ما دامت بقيتنا، اوروبا وأميركا والصين والهند، تستجدي مثل هذه الدول بغرض استخراج نفطها الخام.

واضعا كل ذلك في اعتباري، أود ان ارسل للكونغرس «قانون بوش لحرية الطاقة»، وهو قانون قام على اساس أفكار تقدم بها خبير الطاقة فيليب فيرليغار الذي يعتقد الآتي:

وسائل النقل في الولايات المتحدة تستهلك معظم النفط، فضلا عن ان الكثير من الاميركيين اشتروا سيارات كبيرة ومركبات خاصة، ظنا منهم ان اسعار الجازولين ستظل منخفضة، إلا ان الأمر لم يعد كذلك. لذا، اقترح إنشاء وكالة حكومية تشتري كل السيارات او الشاحنات التي تعمل بالنفط في الولايات المتحدة بسعرها الأصلي او بسعرها كمركبة مستعملة، وتقوم بعد ذلك بالتخلص منها. سيتم تمويل برنامج شراء هذه السيارات والمركبات بضريبة تبلغ دولارين على كل غالون جازولين على ان تدفع بمعدل 10 سنتات في الشهر، اعتبارا من عام 2008. وبذلك سيعرف الناس على وجه التحديد ما سيحدث ويبدأون في شراء السيارات التي تقتصد في استهلاك الطاقة.

وبالتخلص من السيارات التي تستهلك كميات كبيرة من الجازولين، سننجح في خفض استهلاكنا من النفط على نحو سريع. سيؤدي ذلك ايضا الى ازدياد الطلب على ديترويت، لإنتاج المزيد من السيارات المصممة على اساس الاقتصاد في استهلاك الوقود، وهذا بدوره سيقود الى إنقاذ قطاع صناعة السيارات. ينبغي علينا ان نفعل شيئا مؤثرا. قيمة شركة هارلي ـ ديفيدسون للدراجات البخارية باتت اليوم اكثر من قيمة شركة جنرال موتورز. ويمكن القول ان زيادة الضرائب على الجازولين بنسبة كبيرة ستضطر ديترويت الى تصنيع سيارات تقتصد في استخدام الطاقة، وستستطيع بذلك التفوق على تويوتا. يضاف الى ما سبق، ان الحصول على عائدات كبيرة من الضرائب المفروضة على الجازولين سيمكننا من خفض الضرائب على ذوي الدخل المتدني، وسيتوفر لدينا فائض كبير يسمح بتخصيص استثمارات جديدة في التعليم والبحث العلمي.

هل هذا امر مستحيل؟

ليس هناك ما هو مستحيل اذا وضع الاميركيون هذه القضية في اذهانهم وقلوبهم.

نقطة اخيرة: قبلت استقالة نائبي ديك تشيني، الذي شعر بأنه لا يمكن ان يصبح مندوب مبيعات لـ«قانون حرية الطاقة». وأود ان ارشح جيفري ايميلت، المدير التنفيذي لـ«جنرال اليكتريك» خلفا لتشيني.