ركزت معظم تعليقات الصحف الاسرائيلية امس على الموضوع الفلسطيني والموقف الاسرائيلي الرسمي الرافض لاي تفاوض مع حكومة تؤلفها حركة "حماس" قبل اعتراف الحركة علنا وفي ضرورة واضحة بوجودها ووقف اي نشاط عسكري ضدها. وفي الوقت الذي دعمت فيه صحيفة "هآرتس" المستقلة الموقف الرسمي للقائم باعمال رئيس الحكومة ايهود أولمرت من "حماس"، نشرت صحيفة "معاريف" امس مقالا كتبه عضو الكنيست عن حزب "الليكود" يهو آر غال قال فيه بطريقة ساخرة إن التفاوض مع "حماس" افضل من الخضوع لها. ننقل ما جاء فيه: "من منا لا يرغب في ان يستيقظ في الصباح ليجد ان الفلسطينيين قد اختفوا، ولم يعد هناك وجود لهم من النهر الى البحر؟ ولكن الاحلام شيء والواقع شيء آخر. فهناك اربعة ملايين فلسطيني يعيشون معنا في قلب الاجزاء المقدسة الصغيرة لنا.

من بين المعتقدات السائدة اليوم عدم امكان التوصل الى حل للنزاع في المستقبل المنظور. يعني ذلك ان الفلسطينيين سيبقون هنا ولا حل. ولقد اجروا انتخابات واختاروا "حماس". في الوقت الحاضر شئنا ام ابينا نحن عالقون هنا معهم. ولا خيار لنا غير التفاوض مع "حماس". فلقد سبق ان مررنا بهذه الشعائر مع منظمة التحرير الفلسطينية وفي النهاية تفاوضنا معها. تعانقنا معها في حديقة البيت الابيض وفي استوكهولم وكمب ديفيد. وبعضنا عاملهم كأصدقاء. ولقد كلفنا هذا العناق نحو 1300 قتيل. ورغم ذلك علينا التحاور معهم. على من يقع اللوم في صعود "حماس"، نحن الذين دمرنا في السنوات الاخيرة السلطة فلماذا نفاجأ بصعود "حماس"؟ هل تذكرون كيف اوجد شارون "حزب الله" عبر خطته الاستراتيجية في لبنان؟

سوف نتحاور معهم، فلقد سمحنا للبرغوتي الظهور في التلفزيون من السجن، وسوف نطلقه، وما نرفضه اليوم نقبل به في الغد. هل تعرفون السبب؟ لان هذه هي الطريقة التي نتصرف بها. ليست لدينا خطوط حمر ولا كرامة وطنية ولا صبر.

علينا التفاوض مع "حماس" لاننا اذا انتظرنا حتى تنزع سلاحها وتفكك البنية التحتية للارهاب وتوقف الثقافة التحريضية فإننا لن نتفاوض معها ابدا. شئنا ام ابينا الشعب الفلسطيني هو الذي اختارها، هذا ما سيقوله لنا المجتمع الدولي في وقت قريب. لقد وافقنا على اجراء الانتخابات وطالبنا بالديموقراطية عندهم وحصلنا عليها... بكلام آخر، التفاوض مع هذه المنظمة الارهابية اقل ضررا من الخضوع للارهاب، فالانسحاب من غوش كطيف كان خضوعا للارهاب. في استطاعتنا ان نلتف على الانسحاب بمختلف انواع الاسماء والذرائع، لكن الفلسطينيين يعتبرونه انتصارا للارهاب. علينا ان نجلس للتحاور معهم، واذا لم يكن على اتفاق وقف العنف فعلى الاقل كي نشرح لهم ان كل عملية ارهابية سيدفعون ثمنها".