غزة – ماهرابراهيم

بغض النظر عن الصدمة التى احدثها اكتساح حركة حماس فى الانتخابات التشريعية لحركة فتح وحتى للعالم العربى والغربى فان التركة التى تتسلمها الحركة اليوم ثقيلة جدا فهى ميراث ليس فقط 11عاما منذ تولى السلطة زمام الامور فى الضفة الغربية وقطاع غزة بل ميراث 40 عاما من العفن السياسى والاقتصادى والفكرى والاجتماعى وفى كل جنبات المجتمع الفلسطينى وما نتج عنه من الازمات التى حاولت طحن الفلسطينى او النيل من جهادة وصمودة وثباته على ارض الرباط ..ولعل جزء من التركة هو السلطوية والتفرد واخر صوره اليوم عدم تقبل حركة فتح للديموقراطية الفلسطينية التى تجسدت فى صناديق الاقتراع للمجلس التشريعى وباشرت قيادات ورموز فتح اعمال الفوضى والشغب والاعتداء على مؤسسات السلطة فى قطاع غزة والضفة الغربية وتهديد ووعيد بالتصفيات والاغتيالات داخل اروقة فتح..من ناحيتها فان حركة حماس تدرك بالتاكيد حقيقية الحالة الفلسطينية بما فيه المعضلات والعراقيل التى ستوضع امامها لاحباط اى تقدم تنجزة الحركة خلال توليها الحكومة الفلسطينية وتتوالى تصريحات قادة حركة حماس بانها عازمة على المضى فى طريقها لتطبيق شعارها ((الاسلام حول الحل)) وانها لن تحيد عن الثوابت واستيراتيجيات الحركة المعروفة .. ولعل امام قيادة حماس هنا معضلة رئيسية حول التمسك بخيارالمقاومة وبين العمل السياسى وقيادة الامة على ارض الواقع بما يتطلب ذلك من ايجاد حلول للكم الهائل من مشاكل الناس فى الاراضى الفلسطينية اضافة الى النهج السياسى لحركة حماس فى المرحلة القادمة ...ولذلك بدأت تتعرض حماس للترهيب ومحاولة تثبيط الهمم والتخويف من المقاطعة الاوربية وقطع المساعدات المالية التى كانت تتمع بها السلطة الفلسطينية و شح الموارد المالية وعدم الاعتراف بهذا التيار الجديد الذى يقود الشعب الفلسطينى لاول مرة ..ومن الملاحظ ان اطر حماس درست بعمق ومسئولية عالية هذا الموضوع منذ ان قررت الدخول فى الانتخابات التشريعية والدفع باتجاه تصويب المسيرة وترشيدها وبناء المشروع الوطنى الفلسطينى على اسس متينه تستعصى على الضغوط والتنازلات والتفريط بحقوق شعبنا وامتنا...من ناحيتها اوضحت قائمة التغيير والاصلاح (حماس) ان لديها برامج وسياسات جديدة ستطبقها فى المجال الاقتصادي والصحى والاجتماعى الخ وقالت ان شعارها يد تبنى ويد تقاوم ..كما ان حماس شددت على انصارها ان الحركة الاسلامية اليوم امام ابتلاء كبير

لا يخص حماس بل هو يتعلق بدعوة الاسلام ولذلك ستعمل على تطبيق شعار ان الاسلام هو الحل فى كل المجالات وما يتطلبه هذا من ثبات وصبر وعزيمة على التغيير..ويرى المراقبون ان حماس لديها المؤهلات والقدرات البشرية والمادية كما لديها الدافعية وتحمل الهم والعزيمة لتطبيق منهج الاصلاح والتغيير للحالة الفلسطينية المتردية ..واكدت حماس ان مشاركتها فى التشريعى سيسهم فى ازالة ازمات الشعب وقالت حماس فى ادبياتها انها ستعمل على محاربة الفساد الذى استشرى وان هذا واجب الحركة

لكن لازالت هناك اسئلة عميقة تحتاج الى اجابات او وضوح خاصة فيما يتعلق بالفيصل بين الاستيراتيجية والتكتيك لدى حماس