نجيب نصير

لم اسمع بجماعة او مجموعة متناغمة او مترابطة اسمها الليبراليين الجدد، بل سمعتها كمصطلح نقدي يوصف هذا المثقف العربي او ذاك في اصقاع الدنيا الاربع حول رأي أو طريقة تفكير أو أمنية، يكون اغلبها حداثي او معاصر ويمكن التفاهم معه او معها بطريقة معاصرة اي لا عنفية او قسرية.

لم اسمع بالليبراليين الجدد الا من الفضائيات العربية التي تسعى لإقناعنا انهم شر مستطير يشبه اذا لم يتطابق مع المحافظين الاميركان الجدد، وربما كانت كلمة الجدد هي ما افرح هذه الفضائيات باكتشافها المجيد هذا فراحت تعقد الندوات وتسطر التحليلات حول هذه الظاهرة الخيانوية التي تستهدف حياتنا بما يتطابق مع استهداف المحافظين الجدد نازلة بالبحث من البساطة التي تسم في اغلب الاحيان أفكارها التي تحاول تسويقها الى العامية الاعمائية التي تهول التهم اثناء القائها خالطة عباس بدباس لتصل الى (حقائق) شوفينية تحمل التروس دفاعا عن خصوصية ورثناها ويجب علينا التلذذ بحملها.

المحافظون ومن اسمهم نعلم انهم تيار سلفي راديكالي صحيح انهم يتوسلون احدث الادوات المعاصرة لفرض وجهة نظرهم وتحقيق اهدافهم (الصهيونية مثالا) الا انهم وهذا واضح جدا من قسوتهم وتعصبهم لديهم غايات منطلقة من اسس ما ورائية سلفية مدمرة على الرغم من قبولها والاقبال عليها من قبل العامة الامريكية كمسيحية متصهينة في ما وراء الاطلسي والذي يشكل انقطاعا حضاريا انسانيا ، ما يعاكس الليبرالية بغض النظر عما اذا كانت جديدة ام لا عربية ام لا ، التي هي ومن حيث التعريف طرح حداثي معاصر منفتح وانساني ، فأين التشابه بين الطرحين الا في غاية نفس يعقوب الذي تزكيه الفضائيات المتذاكية التي تريد اقناعنا انه لا سلفية صالحة الا السلفية التي تدعو اليها ، او بالاحرى السلفية التي يجب ان ندعوها او نتوهم انها ما بعد حداثية تتساوى في تهافتها امامها سلفية الاميركان وليبرالية العرب فالكل خارج عن القانون ويستحق العقاب ان كان برج التجارة العالمي او قطار مدريد او عالم عراقي او رقبة نجيب محفوظ ، الكل وحدة موحدة ودار حرب والا من اين جاء هذا الربط العبقري بين المحافظين الجدد واللبراليين الجدد الا من توقع الخطر والهجوم الاستباقي ( الذي يذكرنا بالمحافظين الجدد والتقليديين الاميركان والعرب ) لكل ما يعاكس مشروع المحافظين العرب ، وعليه فان مشروع المحافظين الاميركان الجدد هو الاقرب الى حدود التطابق من مشروع المحافظين العرب ان كان من ناحية التأسيس الايديولوجي او من ناحية الاهداف والغايات.

والفارق الاكثر شهرة هو ان المحافظين الجدد الاميركان يعرفون القنبلة المخصبة باليورانيوم المنضب ويعرفون استعمالاتها ونتائجها ، بينما المحافظون العرب لا زالوا يخطئون ومبدئيا في معرفة الفرق بن الطائرة والصاروخ والقطار والتابوت وبين رقبة نجيب محفوظ و ………… هل هو عبث الاقدار أم تجارة تقود الى سوء العاقبة ؟ صدقوني لن يدري أحد .