عيسى: لا احد في النظام يريد منا ان نتحاور و سيف يسقط ارضا بعد تدافع مع الامن

سيريا نيوز ، جنبلات شكاي

عبر المحامي حبيب عيسى، عن "اسفه الشديد" بسبب منع سلطات الامن السورية عقد مؤتمر صحفي كان مقررا ان يتم صباح اليوم الثلاثاء في المقر المؤقت لجمعية حقوق الانسان في سورية".

وقال عيسى، وهو من معتقلي ربيع دمشق المفرج عنهم، ان المؤتمر كان "مخصصا لقضية حقوق الانسان والمطالبة بالافراج عن المعتقلين السياسيين في سورية"، دون فتح المجال امام "أي حديث سياسي"، ولكن يبدو ان "لا احد في النظام يريد منا ان نتحاور".

وكانت جمعية حقوق الانسان وجهت الدعوة الى عدد من الصحفيين لحضور المؤتمر في مقرها الكائن داخل مكتب المحامي هيثم المالح، بدمشق، الا أن تدخل رجال الامن حال دون عقده.

وقال عيسى لـ"سيريا نيوز": لقد "فوجئنا بطريقة لم تخطر على بالنا، حين شاهدنا رجال الامن وهم يحاصرون مقر الجمعية، ومن ثم قاموا بمنعنا من الدخول، رافضين الحديث في تفاصيل واسباب المنع".

و بررت السلطات منعها للمؤتمر "لعدم حصول المنظمين له على موافقة مسبقة"، كما ان "المكان هو "مكتب لمحامي وليس مقرا لعقد المؤتمرات الصحفية".

واضاف عيسى: "من المؤسف ان يتحدثوا بكلام لا يليق بدولة او برجالات دولة، وهم لم يعلنوا عن الجهة التي يعملون لحسابها، ولم يبرزوا اي ورقة لنا حول اسباب المنع، كما رفضوا ان يجعلوننا نتحدث الى الشخص الذي قرر منع المؤتمر الصحفي".

وتابع يقول: "بدؤوا باستخدام العنف لابعادنا من المكان، وقد رفضت انا ورياض سيف الاستجابة لهم، فبدؤوا يدفعوننا، واثر ذلك سقط سيف على الارض، وقد اصيب ببعض الرضوض".

المؤتمر الذي كان سيكون بمثابة اول نشاط مشترك لخمسة من معتقلي ربيع دمشق تم الافراج عنهم في التاسع عشر من الشهر الجاري، كان سيشارك فيه اضافة الى عيسى، كل من رياض سيف، ومحمد مأمون الحمصي، ووليد البني، وفواز تللو، واعضاء من ادارة جمعية حقوق الانسان.

واثر تفريق النشطاء السابقين بأكثر من ساعة توجهوا الى منزل سيف في ضاحية صحنايا القريبة من دمشق، باستثناء الحمصي، وبعد فترة انضم اليهم عدد من اعضاء مجلس ادارة جمعية حقوق الانسان بمن فيهم رئيسها احمد فايز الفواز.

ورفض النائب سيف التعليق على ما حصل معه، مفضلا الاكتفاء بما تحدث به عيسى، بينما اصدرت جمعية حقوق الانسان بيانا نشرت فيه كلمة كان سيلقيها الفواز، وعبرت ايضا عن "اسفها الشديد" بسبب منع قوات الامن عقد المؤتمر الصحفي.

وقال عيسى: "كنا قد قررنا ان لا نتكلم ولا كلمة واحدة في السياسة، وان لا نجيب على سؤال يتعلق بالمستقبل السياسي الذي نفكر به"، واضاف: "نحن كمظلومين خرجنا ولا نحمل احقادا على احد، ونريد التسامح مع الجميع، وحتى في المؤتمر الصحفي كنا سنقول اننا نسامح الظالمين، ولكن يبدو ان الظالمين لا يريدون ان يسامحوا انفسهم للاسف الشديد".

وكانت حالة منع عقد الندوات واللقاءات والاجتماعات لنشطاء المعارضة السورية قد بدأت منذ يوليو الماضي خلفية قراءة علي العبد الله، في منتدى الاتاسي، كلمة الاخوان المسلمين المحظورة نيابة عن مرشدها المقيم في لندن علي صدر الدين البيانوني، وقال عيسى: "كانت الجمعية متخوفة من عقد المؤتمر، ولكن لم يخطر في بال احد ان يمنع مواطنين قضوا اكثر من اربع سنوات في زنازين منفردة ان يعبروا عن رأيهم".

واضاف: "نتهم دوما على اننا لا نحاور النظام، واقول اننا نريد ان نحاور، ولكن لا احد في النظام يريد ذلك، وحتى طريقة الافراج عنا تم تزويرها من قبل وزير العدل ومن قبل رئيس مجلس الشعب حين قالوا انه تم الافراج عنا مستفيدين من ربع المدة".

وقال: "عوضا ان يقول النظام ان الامر قد تم في سياق فتح باب الحريات والحوار الوطني، من اجل الدفاع عن الوطن المهدد، ونحن نقول انه مهدد فعلا ولنتعاون جميعا في الدفاع عنه، عوضا عن ذلك، قالوا ان القضية كانت قانونية وتم الافراج عنا مستفيدين من ربع المدة".

واكد عيسى: انه و "من لحظة الافراج عنهم لم تكن هناك اية محاولة لفتح باب حوار بينهم وبين رموز في الدولة".

وان كان معتقلو ربيع دمشق الذين افرج عنهم، بدؤوا باعادة اطلاق مشروعهم الذي كان قد اعتقلوا على اساسه، قال عيسى، "نحن لم يكن لدينا مشروعا سياسيا، ولكننا نرى اليوم ان الوطن في خطر، ونرى انه من واجبنا جميعا ان ندفاع عن هذا الوطن، وذلك عبر بنائه وتفعيل دور المواطنين، وانهاء الاستبداء الذي يجعل المواطن عاجزا في الدفاع عن وطنه، وهنا التجار كثيرة واخرها ما حصل في العراق".

وقال عيسى: "لا نريد ان يأتي المحتل ولا يجد من يرفع السلاح في وجه، بل نريد ان نقاوم اي محاولات عدوان على الوطن مع التأكيد على انه لايمكن الدفاع عن الوطن الا عبر المواطنين الاحرار".

واوضح عيسى: "قبل اعتقالنا كنا ندعوا الى الحوار والديموقراطية والى مشاركة جميع المواطنين، واننا لسنا عبيدا في المزارع، وانما مواطنون ونريد ان يأخذ كل ذي حق حقه".

واذا ما كان هناك اي مشروع يحضره المفرج عنهم الخمسة، قال عيسى، "لقد فوجئت بأن الشعب قد اصبح اكثر شجاعة وجرأة وذلك عبر الزيارات التي تمت لي بعد الافراج عني، واشعر ان هذا يحملنا المسؤوليات".

واضاف، "انا ضد فكرة الرموز، بل اعتقد ان كل مواطن سوري هو رمز، وعلى كل واحد ان يبحث عن هذا الرمز في داخله لينطلق"، مؤكدا ان "المطلوب اليوم في سورية هو ان لا يتبع احدٌ احدا في سورية، وانما المطلوب ان نستعيد ذواتنا كبشر وان نمارس انسانيتنا بشكل مطلق وان نمارس حريتنا وان نحارب الخوف في داخلنا".

وقال عيسى، "لم اعد اطيق الحياة بدون حرية، ولي اهداف سأعلنا ولكن اريد ان اسمع اولا وان اتحاور مع الجميع وان اعرف ماذا جرى وماذا يمكن ان يفعل، ولكن بشكل اساسي لم اعد اطيق اي شكل من اشكال العمل السري وانما العمل الواضح واجهر برأي ولتكن النتيجة ما تكون".

واضاف: "اسمع اراء مختلفة، وانا سعيد بهذا لاني لا اريد خطا واحدا للتغيير في سورية وانما اريد التعددية وان تسير الخطوط متوازية شرط ان لا تكون متضاربة وان يكون الهدف هو تحرير البلد وليصل من يصل باسلوب ديموقراطي، بعد ان نكف عن قصص التخوين والتكفير، وان نبدأ في البحث عن المواطنة والعقد الاجتماعي الوطني من اجل النهوض به من اجل المستقبل".

وكان من المقرر لحبيب عيسى ان يقرأ كلمة عن المفرج عنهم الخمسة، ومما جاء في الكلمة التي حصلت "سيريا نيوز" على نسخة منها: "ها نحن بعد اربع سنوات ونيف قضيناها خلف القضبان نجد انفسنا باحضان ربيع دمشق، لم تهزمنا قضبان المعتقلات والزنازين وربيع دمشق مازال يتبرعمم، وازهاره تتفتح كل يوم الى ان يقتنع السجان او يتم اقناعه ان قضبان معتقلاته لم تعد صالحة لاعتقال الربيع وان عليه ان يسلمها لتحويلها الى عرائش في حدائق الربيع تتدلى منها ازهار الحرية للاجيال القادمة".

وبعد ان قال "ان الربيع لم يهزم ونحن لم نهزم" وجه الشكر باسمه وباسم زملائه الاخرين الى كل من وقف معهم وساعدهم في الافراج عنهم مطالبا من الجميع السعي من اجل الافراج عن باقي المعتقلين السياسيين في سورية واغلاق هذا الملف.

اما الكلمة التي كان من المقرر ان يلقيها رئيس الجمعية احمد فايز الفواز فقد اكدت ان "المفرج عنهم كانوا على وشك إنهاء المدة المحكوم عليهم بها، ومع ذلك فنحن مبتهجون بهذا الإفراج، ونعتبره خطوة هامة على طريق تحرير معتقلي الرأي"، مؤكدا على ان "أبواب السجون لا يمكن إغلاقها إلى الأبد، لأن إصرار العاملين من أجل الحرية والمدافعين عن حقوق الإنسان يشتد، ولأن عددهم يتزايد باستمرار".

ومما جاء في الكملة التي وزعتها الجمعية وحصلت "سيريا نيوز" على نسخة منها "إن جمعية حقوق الإنسان هي جمعية غير حكومية، مستقلة عن السلطة السياسية تقف على مسافة واحدة من جميع المعتقدات والمذاهب الفكرية والنظريات السياسية، وإن هدفها هو تحقيق تماسك المجتمع من خلال حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون بما يتسق وقيم الحرية والمساواة والعدالة".