نجيب نصير

(سوريا بلد اسلامي بامتياز على الرغم من علمانيته) هذا ما صرح به احد سفراؤنا الى احدى القنوات الفضائية، حيث يبدو اننا بدأنا حزمة مفهومية جديدة تقبل بالتناقض خدمة للتبسيط الممل الذي حكم افهام الجماهير ما يدغدغ قدرتها على تشخيص المسائل ببعد مفرد قليل العمق، حتى من خلال اللعب بالكلمات غير محددة المعاني كأن نقول ان سوريا بلد اسلامي بدلا أن نقول سوريا بلد مؤمن في لعب مدمر على الاسئلة الحديثة التي تواجه بلدان العالم الثالث وأخضاعها لجيشان التشخيص المبسط الذي يتوهم العلمانية ويتوهم الايمان عبر دمجهما في هيولى لفظية ترضي جميع الاطراف من خلال التفسير الممض في حال السؤال، حيث من الممكن تفسير المسألة على اساس ان هناك اسس لمقاومة العلمانية وهزيمتها في نفس وقت اعتمادها وممارستها ، وذلك بأدغام المستويات المتعددة لكلا المفهومين ، ليصبح الانتقال تفسيريا بين المستوى الاجتماعي الى المستوى السياسي او حتى الطقسي انزلاقيا وسهلا ويرضي كافة الاطراف خصوصا التي تتمتع بأمية تجريدية للعبة السياسة والاقتصاد في هذا العالم المفتوح على مصراعيه.

هذه الجملة تعود بنا الى السؤال الاول لعصر النهضة الذي طرح نفسه بقوة حول فصل الدين عن الدولة وماهيته ،حيث انهت هذه الجملة هذا السؤال بأجابة واضحة لا فصل لدين عن دولة واذهبوا وبلطوا البحر حيث اغفلت لا تناقض الايمان مع العلمانية وذهبت لتؤكد انه رغم انف العلمانية أن الفصل بين الدين والدولة مسألة خارجة حتى عن النقاش والتجريب ، خصوصا في سوريا بلد التنوع الايماني الشديد ، ليبدو الاشتراك الثقافي مسألة قابلة للمنع او الترويض اذا لم نقل الفصل .

لم يعد هناك متسع للكلام المرسل انشائيا ، ولم يعد هناك متسع للتوصيف المبني على حفظيات تراثية مغناة ولم يعد هناك مساحة خلفية للعب الاعيب الطفولة ، علينا ان نفكر بما يجب ان نكون عليه فالبنية الحضارية المعاصرة تصنع صنعا بناء على تصميمات واختراعات وافكار معاصرة ، وليس هناك مجال للفخر ان نقول ان كل هذه الانجازات الحضارية لن ندعها تؤثر فينا ، لأنه كما المريض الذي يرفض اخذ الدواء ... او الدجاجة التي ... لم تضر الا نفسها
انه توعد للعلمانية ان نفشلها اذا قاربتنا .. كما ستطعنا وبكل فخر افشال عصر النهضة ... وما زلنا !!!