نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر امنية اسرائيلية ان قيادتي "الجهاد الاسلامي" و"حزب الله" في دمشق وبيروت تحولان مبالغ ضخمة من الاموال الى المناطق لحث الخلايا هناك على القيام بهجمات. وفي تقدير هذه المصادر ان الهدف من هذه الهجمات رغبة العناصر الاسلامية المتطرفة في تطويق "حماس" التي قد تجد صعوبة بعد فوزها في الانتخابات في دعم هجمات جديدة. من هذا المنطلق تجيء الرغبة في عرقلة وصول "حماس" الى اتفاقات غير مباشرة مع اسرائيل على هدنة بعيدة المدى.

على صعيد آخر خصصت الصحيفة افتتاحيتها لموضوع الاحتجاجات الاسلامية على الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية المسيئة الى الاسلام، منتقدة المساس بالقيم الدينية، ننقل ما جاء فيها: "اعمال العنف التي رافقت اندلاع الاحتجاج في العالم العربي والاسلامي ضد الدول الاوروبية التي نشرت الكاريكاتور المسيء الى النبي محمد تستدعي الادانة العنيفة. كما ندين حرق السفارات ومقاطعة البضائع والخطف والضرب. وكذلك الدعوات الى قتل المسيئين الى الاسلام. ورغم ذلك لا يمكننا الا نظهر تفهما لشعور المسلمين في العالم للاهانة بما في ذلك داخل المناطق الفلسطينية وفي اسرائيل. ان دعوة الغرب الى الثقافة التعددية لا يمكن اعتبارها جدية اذا لم تشمل المتدينين والعلمانيين والمسلمين والمسيحيين. لا يمكن لاي مجتمع ان يبقى لامباليا امام منشورات مؤذية تسخر من المبادئ المقدسة لطوائفه.

ان نشر هذه الرسوم الكاريكاتورية تعبير عن نقص في الحساسية وينطبق هذا ايضا على اعادة نشر هذه الصور في وسائل الاعلام الاوروبية التي ارادت ان تعبر عن تضامنها مع اصحاب الرسوم الاساسيين.

من شبه المؤكد ان الصحيفة الدانماركية الاولى التي نشرت الرسوم قبل اربعة اشهر ولم تعتذر عن ذلك حتى الآن لم تقصد تحدي المسلمين ولا اغضابهم. ولو بادر رئيس الحكومة الدانماركية قبل فوات الاوان ووافق على الاجتماع مع سفراء الدول العربية لكان ممكنا الحؤول دون وقوع الضرر الكبير. ردود الفعل الغاضبة للمسلمين الآخذة في التعاظم تعكس ايضا غضب العالم العربي والمسلم من صورة الارهابي البدائي التي يحاول الغرب الترويج لها عنه. ان من نشروا الرسوم ادعوا ان حرية التعبير تسمح لهم التعبير عن ذلك وهم يحتجون على الرقابة الذاتية التي يفرضها الاوروبيون على انفسهم في ما يتعلق بالاسلام. ولكن مهما كان حق التعبير عن الرأي ساميا فهو يحتاج الى ضوابط. في مختلف انحاء اوروبا هناك مخاوف كبيرة من عناصر وسط الاقليات المسلمة تحاول فرض نمط حياتها على الشعوب الاوروبية التي تعيش تلك الاقليات بينها. وتستند هذه المخاوف الى قضية ملاحقة الكاتب سلمان رشدي واغتيال المخرج الهولندي ثيو فان – غوغ والخلاف بشأن منع الحجاب في المؤسسات العامة الفرنسية. ان مخاوف الدول الاوروبية من الاقليات المسلمة والخوف من ارهاب "القاعدة" المتشدد والمنشورات المعادية لليهود في الدول العربية، كل ذلك لا يبرر السلوك المسيء الى الدين".