هآرتس
افرايم ياعر ـ تمار هرمن
فيما يلي المعطيات الرئيسية لاستطلاع مقياس السلام الذي أُجري يومي 30 ـ 1 ـ 2006 و1 ـ 2 ـ 2006.
ورداً على سؤال: "على خلفية فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية، هل ترى أن ثمة مكاناً لتغيير موعد الانتخابات في اسرائيل إلى أن تنجلي صورة الوضع؟" أجابت الأغلبية الحاسمة، 86 في المئة من اليهود الذين سُئلوا انه لا ضرورة لذلك، وقال 9 في المئة إنه يتعين ارجاء الانتخابات، والباقون لا يعرفون. من بين القلة الذين اعتقدوا أنه يجب تأجيل الانتخابات في البلاد، يؤيد 43 في المئة اقامة حكومة وحدة وطنية. ويؤيد 36 في المئة استمرار وجود الحكومة الحالية كحكومة انتقالية. بينما قال 79 في المئة انهم لا ينوون تغيير طبيعة تصويتهم في الانتخابات القادمة على خلفية فوز حماس، بينما قال 8 في المئة إنهم سيدرسون مثل هذه الامكانية، و13 في المئة لا يعرفون. مع الأخذ بالحسبان الميل التاريخي للجمهوراليهودي في اسرائيل إلى تأييد حكومات وحدة وطنية، وخاصة في أوضاع الطوارئ مثل الفترة التي سبقت حرب الأيام الستة وفي اثناء الانتفاضة الثانية، يبدو أن حقيقة اجراء كهذا لا يؤيده اليوم كثيرون. يشير هذا إلى أن فوز حماس لم يُر تهديداً فورياً.
على خلفية هذه التقديرات، لا عجب في أقلية طفيفة، 12 في المئة تعتقد أن المفاوضات بين اسرائيل وبين حكومة برئاسة حماس من شأنها ان تفضي الى تسوية سلمية دائمة، بينما لا يعتقد 83 في المئة وجود هكذا احتمال. وعلى الرغم من أن الجمهور اليهودي لم يكن متفائلاً كثيراً إزاء فرص التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين قبل الانتخابات الفلسطينية الأخيرة، إلا أن فوز حماس خفض من منسوب التفاؤل المتدني أصلاً. وهكذا، في الأشهر من تشرين الأول إلى كانون الأول 2005 وقفت نسبة غير المعتقدين بأن التفاوض مع السلطة سيفضي إلى اتفاق دائم عند 50 ـ إلى 60 في المئة. في هذا السياق من المثير للاهتمام ان كثرة كبيرة من الجمهوراليهودي (65.5) في المئة لا تعتقد ان حماس ولكونها حركة دينية في جوهرها، هنالك داع الى اشراك رجال دين في الاتصالات بها. 29 في المئة فقط يعتقدون أن هنالك داعياً في الظروف الحالية لاشراكهم و5 في المئة لا يعرفون. انقسام مواقف الجمهور في هذا السؤال بحسب مستوى التدين بين أن الآراء بين المتدينين متساوية في انقسامها في حين أن العلمانيين، والتقليديين بل الحريديين في كثرتهم الساحقة، لا يعتقدون أن هنالك حاجة إلى اشراك الحاخامات في الاتصالات بحماس.
ثمة تعبير آخر لتأثير فوز حماس على مواقف الجمهور اليهودي وهو يتمثل في التراجع الذي سُجل في الاستطلاع الحالي في معدل المؤيدين لإقامة دولة فلسطينية مستقلة بمقارنة بمقياس السلام الذي أُجري الشهر الماضي. ففي الاستطلاع السابق أيد 67 في المئة قيام دولة فلسطينية مستقلة، بينما تراجع هذا المعدل في الاستطلاع الحالي الى 55 في المئة.
أحد الأسئلة المطروحة على جدول الأعمال هذه الأيام هو: هل يجب على اسرائيل أن تنقل الآن الأموال التي تجبيها من الضرائب لصالح السلطة الفلسطينية إلى تلك السلطة كما جرت العادة، أم لا؟ يتضح انه خلافاً لموقف حكومة اسرائيل، كما ورد في وسائل الاعلام، ثمة أغلبية كبيرة بين الجمهور (69 في المئة) تعارض نقل أموال الضرائب، مقابل 22 في المئة يؤيدون ذلك. ومع ذلك، فان الآراء أكثر اختلافاً في مسألة امكان توجه حماس إلى مصادر تمويل أخرى، مثل ايران اذا ما قطعت الولايات المتحدة ودول مانحة أخرى دعمها للسلطة: فـ 45 في المئة يعتقدون أنه يجب عدم أخذ هذا الامكان بالحسبان في حين أن 38 في المائة يعتقدون انه يجب أخذه بالحسبان.
لكن بعيداً عن القضايا الخلافية ازاء السياسة التي يتعين اعتمادها تجاه حكومة برئاسة حماس، ثمة تأييد واسع وسط الجمهور اليهودي (75.5في المئة) للادعاء القائل أنه على خلفية فوز حماس "يتعين على اسرائيل تحديد مصيرها وحدودها بنفسها عن طريق الانتهاء السريع من بناء الجدار الفاصل" (نسبة المعارضين لهذا الادعاء هي 18 في المئة). تدلنا قسمة الاجابات على حسب نيات التصويت على أننا اذا استثنينا مصوتي ميرتس، الذي يؤيد 40 في المئة منهم هذا الزعم ويعارضه 60 في المئة، فان مصوتي سائر الأحزاب الكبيرة، ومن ضمنها العمل، يؤيدونه تأييداً عرضياً.
في الموضوعات التي تتصل بفوز حماس، مواقف الجمهور العربي في اسرائيل، هي "صورة المرآة" للجمهور اليهودي ـ فهكذا مثلاً، توجد كثرة في الجمهور العربي (67 في المئة) تعتقد أن فوز حماس ليس خطراً وجودياً على دولة اسرائيل. والأمر كذلك ايضاً في قضية نقل الأموال من اسرائيل إلى السلطة، فـ 68 في المئة من الجمهور العربي يعتقدون أنه ينبغي نقلها كما خطط له. في مقابلة ذلك، في سؤال احتمال ان تستطيع حكومة حماس وحكومة اسرائيل التوصل إلى اتفاق سلام دائم، فان العرب ايضاً فيهم كثرة (وان كانت في الحقيقة اقل مما هي بين اليهود) ـ 56 في المئة ـ تقدر أن احتمال ذلك ضئيل.
والأمر كذلك ايضاً في موضوع اشراك رجال دين يهود في التفاوض بين اسرائيل وحماس، فبين الجمهور العربي كثرة كبيرة ـ 72 في المئة ـ تعارض اشراكهم.