نضال الخضري

لم تكن هوايتي اللعب بالألفاظ لكن المسألة تعدت كل التوقعات فعملية التلاعب أصبحت واقعا نعيشه، وباستطاعتنا تصديق الآخر أو حتى تكذيب أنفسنا لتأكيد أي حالة افتراضية ربما يشكلها الفن أو الثقافة أو الخيال الجامح ... فكيف أفهم أزمة الرسوم .. أو الكاريكاتير ... أو أفهم نفسي وأنا أبحر باتجاه الأمس بدلا من ان أرى ضوء الغد ومساحة المستقبل؟!

ربما علي أن أشكر الصحيفة الدنمركية لأنها كشفت الغطاء الذي حاولت وضعه أمامي، وأنا مقتنعة بأن القدرة على التعبير على الأقل داخل جغرافيتي قادرة على إيجاد البدائل دائما، لكنني اكتشف أنني أسيرة ما أريد الاقتناع به فقط، وأن الغضب حولي لا يمكنه أن يتحول إلى داخلي كي يقرأ ما أريد أو أفكر او أتمنى ... بينما يبقى "النقاب" سيد الموقف لأنه لا يغطي الوجه فقط بل يتحول نحو المساحات الأخرى التي أريد كشفها من مجتمع بدأ يحلم بالانقلاب على نفسه، وبتفتيت اللون الذي أحاطه كهالة لا تحميه ولكنها على الأقل ترسم الصورة التي أبقته خارج حدود الفناء.

ومن المساحات المتبقية لي أحاول القفز على خارج النقاب المرسوم على "جسد الوطن" ... وربما على "فضاء الثقافة"، لأنني أريد رؤية الآخر كي يعرفني و اعرفه، دون حجاب الغرابة والدهشة و ... الإرهاب. ومن نفس المساحات أحاول إقناع نفسي أن الأمس لن ينسحب نحو الغد، رغم أنني أراه يجتاح كل الآفاق وربما العقول وحتى أجساد النساء ... لكنني قادرة حتى اللحظة الحاضرة ان أقف لأعبر عن الطاقة التي أريدها كلون متجدد مهما كان إيماني أو اعتقادي أو لون جسدي المصلوب والمتخفي في رداء أسود هابط من الزمن العثماني.

ولأنني أنثى فأنا أخالف "شكل الاستقرار" وأرغب بتفتيت الزمن الذي يغلفنا جميعا ويضعنا مثل لوحة جدارية في متحف غربي ... وأسجل الاعتراض في كل لحظة على الصورة الأزلية لأنثى من زمن التاريخ ولرجل من قحط الصحراء ... فالأمس رغم كل الوقائع سيبقى ماضيا ولن يعود.