سجال بين يعالون وصافية حول فوز حماس

السفير
شهد اللقاء الأول بين السفيرين الفلسطيني و”الإسرائيلي” في واشنطن والذي استضافه مجلس وودرو ويلسون الدولي سجالاً محتدماً كان فوز حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عنصره الأساسي في الجلسة التي حضرها نخبة من الأكاديميين والدبلوماسيين وأدارها آرون ميللر أحد أعضاء فريق عمل السلام على عهد الرئيس السابق بيل كلينون، وشارك الى جانب سفيري فلسطين و”إسرائيل” السفير المصري في واشنطن نبيل فهمي. وفي الجلسة الطويلة التي حضرتها “الخليج” حاول السفير “الإسرائيلي” دان يعالون طرح وجهة نظر الكيان، وتحدث عن سيناريوهات ثلاثة للوضع في ظل فوز “حماس” ومتشائم ومتفائل و”نص نص” حسب قوله وأشار الى أن كل سيناريوهاته وحسب توصيفه تبدو نتيجتها متشائمة.

وأصر سفير مصر على ضرورة التزام كل طرف بعدم استخدام العنف بينما تستمر عملية السلام وأكد ضرورة الالتزام بحدود 67 وعدم خلق مشكلات بجدار أو بمستعمرات.

حاول السفير “الإسرائيلي” التحدث عن خطورة تولي حماس في ظل السيناريوهات الثلاثة. وقال إن السيناريو المتفائل يتمثل في أن تلتزم حماس وتعترف بالشروط المسبقة التي وضعها المجتمع الدولي واللجنة الرباعية، وهي أن توقف ما وصفه بالإرهاب وأن تعترف بحق “إسرائيل” في الوجود وأن تلتزم بجميع الاتفاقيات السابقة، وأن تقبل بحل الدولتين (شرط إضافي أضافه داني يعالون). وأما الحل المتشائم فيتمثل في أن تستمر حماس في نهجها وبالتالي تتوقف العملية السياسية. والحل “النص نص”، بأن تتكون حكومة فلسطينية ائتلافية من فتح وحماس وهو السيناريو الذي سيكون حسب السفير “الإسرائيلي” أخطر وأسوأ، لأنه سيسمح بوجود إرهابيين يريدون تدمير “إسرائيل” في الحكم، في خداع للأوروبيين والعالم.. وهو ما سيشكل خطورة، حيث سيجعل حماس تتمسك بمبادئها وتتصلب أكثر.

وفي المقابل فنّد السفير المصري ادعاءات نظيره “الإسرائيلي” وقال إنه يجب على الطرفين أن يتوقفا عن محاولة “شيطنة” الآخر، ودافع عن خيار الفلسطينيين لأن الشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي له حق أن يقرر من يمثله ويجب ألا يتدخل أحد في ذلك وضرب مثلاً بمصر حين اختارت السلام بعد حرب ،73 ولم تشترط تغيير طبيعة الحكومة “الإسرائيلية”.

من جانبه، انتقد عفيف صافية السفير الفلسطيني في واشنطن التهديدات بقطع المساعدات عن الفلسطينيين. وفي معرض الرد على ربط حماس بالإرهاب سرد تاريخ الأصوليين اليهود والمستوطنين، وانتقد تصريحات رئيس الوزراء بالوكالة ايهود أولمرت الأخيرة بشأن القدس ومحاولات معاقبة الفلسطينيين على خيارهم الديمقراطي، ونفى يعالون محاولة عقاب الفلسطينيين “بل لتجنب المزيد من الحوادث”. وأشار الى أن الأمر برمته سينتظر تشكيل الحكومة الفلسطينية في 18 فبراير/شباط الحالي، بعد اجتماع البرلمان في 16 فبراير ثم انتظار الانتخابات “الإسرائيلية” في مارس/ آذار وبالتالي فإن توقعاته بعدم حدوث شيء يذكر قبل حلول ابريل/ نيسان.

المثير أن يعالون حذّر من أن فوز حماس ووصولها الى الحكم سيهدد “إسرائيل” وأوضح أن فوز حماس سيعني تأسيس جمهورية إسلامية بجوار “إسرائيل”، بعد أن تتولى حماس جميع الأجهزة الأمنية والتعليم والإسكان.

من ناحية أخرى، علمت “الخليج” أن قراراً مصرياً اتخذ بالاستمرار في التحرك وإجراء الاتصالات بغية التوصل الى حل يضمن استمرارية عملية السلام، وذلك بالتعاون مع الرباعية وبالأساس موسكو وواشنطن.