ردا على انتقادات قيادي إسلامي أردني

لندن: عمار الجندي عمان: فارس شرعان
استغرب المحامي علي صدر الدين البيانوني المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في سورية، الانتقادات التي وجهها امس قيادي اخواني اردني بارز للحوار الذي فتحته الجماعة السورية مع نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام. ونفى البيانوني الذي التقى خدام قبل ايام في بروكسل، ان تكون مفاوضاتهما «خدمة» لاميركا لا سيما ان نائب الرئيس بات في صفوف المعارضة. واوضح ان التنظيمات الاخوانية «بدون استثناء، بمن فيها الاردني، قد ايدت موقف جماعتنا». واكد ان حزبه ابدى استعداده منذ وصول الرئيس بشار الاسد الى السلطة للتفاوض مع النظام، موضحاًَ «نحن لا نرفض الحوار ابداً لكننا لا نعتبره ممكناً في ظل استمرار الاعتقالات وتطبيق المادة 49 التي تنص على انزال عقوبة الاعدام بمن تثبت عضويته للاخوان المسلمين». واشار الى ان ان حزبه ينتظر رد النظام على عرض الحوار منذ خمس سنوات.
وكان النائب علي ابو سكر ممثل حزب جبهة العمل الاسلامي، وهي الرديف السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن، بالبرلمان قد اعرب عن معارضته للحوار مع نائب الرئيس السوري السابق. واعتبر في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أن هذا اللقاء «مرفوض جملة وتفصيلا وان الاخوان المسلمين في الاردن لا يعترفون بنتائجه او ما سيتمخض عنه من قرارات». واضاف ان النظام في دمشق قد بطش بالاخوان ويمنعهم من العودة الى وطنهم من المنافي العديدة. لكنه رأى ان ذلك «ليس مبرراً كافياً للتحالف مع خدام المسؤول عن العديد من الممارسات التي تعرض لها الاخوان السوريون باعتباره كان شريكاً في المسؤولية والحكم». واضاف السياسي الذي يشغل منصب مساعد رئيس مجلس النواب «إن اخوان الاردن بذلوا جهوداً كبيرة للتقريب بين دمشق والاخوان السوريين وهم على استعداد لمواصلة هذه الجهود، لكنهم يرفضون الاصطفاف ضد النظام السوري وعقد تحالفات لصالح الادارة الاميركية». غير ان البيانوني اعرب في اتصال اجرته معه امس «الشرق الاوسط» عن دهشته لهذه التصريحات، متسائلاً «يبدو ان الاخوان في الاردن باتوا يعرفون الشأن السوري اكثر منا نحن السوريين». وقال «لو عانوا جزءاً بسيطاً للغاية من الاعتقال والتعذيب والاستبداد الذي عانينا منه لكانوا اكثر قدرة على محاكمة الوضع». واضاف إن الاخوان الاردنيين كانوا يأتون الى دمشق ويفاوضون السيد خدام «حين كان لا يزال في السلطة، والآن بعدما انحاز الى المعارضة واعرب عن تأييده لاعلان دمشق واعلن انه ضد التدخل الاجنبي صار مجرد الاتصال به خدمة لاميركا؟ في هذا تجن على الحقيقة».

ومن جانبه، قال مصدر سوري معارض لـ«الشرق الاوسط» إن الاخوان المسلمين «عرضوا على الرئيس الاسد الحوار في رسالة سلمت اليه باليد، فما كان منه الا ان القى كلمة في اجتماع مغلق مع العسكريين العام الماضي بعد الانسحاب من لبنان قائلاً انه مصمم على اجتثاث الاخوان المسلمين من سورية نهائياً». واضاف المصدر ذاته إن الاخوان «هم من الاطراف الموقعة على اعلان دمشق الذي يشتمل على دعوة أي من اقطاب النظام بمن فيهم الرئيس الاسد نفسه للتحاور مع المعارضة». واضاف «لو ان الرئيس نفسه لبى الدعوة لما كان لدى الاخوان او غيرهم أي عذر لعدم التحدث اليه، فكيف إذا كان المستجيب هو نائبه السابق؟». ولفت الناشط الى ان «المعارضة السورية تطالب بالديمقراطية وتداول السلطة والاصلاح منذ اكثر من ربع قرن، ومن الغريب اعتبار ان في مطالبتها بهذه الحقوق حالياً خدمة لاميركا التي بدأت تتحدث عن هذه القضايا اخيراً». الى ذلك، اكد البيانوني ان جماعته وافقت على بدء حوار مع النظام في سورية حين عرض الاخوان الاردنيون وساطتهم لهذه الغاية. واوضح ان الاخوان السوريين اشاروا وقتذاك الى ضرورة تجميد القانون 49 والكف عن الاعتقالات وتبيان مصير المفقودين الخ. واضاف «لكن لم يأتِ رد حتى الآن، مما يعني ان النظام قد اغلق آذانه دون جهودهم». وتابع «لم نسمع شيئاً جديداً بعد، وانتظار خمس سنوات يكفي». واردف «ثم ان الاخوان الاردنيين نفوا رسمياً انهم يقومون بوساطة بيننا وبين النظام، كما قرأت في صحفهم اخيراً». وشدد على ان الاخوان السوريين لا يمانعون في الحوار مع النظام شرط ان يكون «حواراً جاداً». وتابع لقد اعلنا «بعد تسلم الرئيس بشار الاسد اننا على استعداد للحوار ولمساعدته، كما اوضحنا ان الاصلاح لا يمكن ان يتم مرة واحدة، بيد انه كان هناك اعراض كامل من جانب النظام». أما عن العلاقة المزعومة بين اجتماعه بخدام والمصالح الاميركية، فهذا اتهام اثار قدراً اكبر من دهشة المرشد العام السوري. وقال إن حواره مع نائب الرئيس السابق لا يصب في قناة الولايات المتحدة بل هو «على العكس من ذلك، وموقفنا في هذا المجال واضح للغاية لجهة رفض التدخل في شؤوننا من جانب اميركا او غيرها». واضاف «لقد اعلنا مراراً اننا نقف مع وطننا وسندافع عنه إذا تعرض الى اعتداء، حتى في ظل النظام الحالي». وتابع «لماذا ينبغي بنا القبول إما بالاحتلال او بالاستبداد؟». وحول الصلة بجماعات الاخوان المسلمين الاخرى، قال البيانوني إن كلا من هذه التنظيمات يتمتع باستقلاله التام «لكننا نلتقي بهم ونتشاور». واضاف «وموقفنا وتوجهنا يحظى بالتأييد الرسمي من كافة التنظيمات بدون استثناء بمن فيها الاردني». ولدى سؤاله عما إذا كان النائب ابو سكر يمثل فصيلاً اخوانياً آخر غير التنظيم الرسمي، نفى السياسي السوري معرفته بالامر.