النهار/من شعبان عبود

وسط الاستحقاقات الكثيرة التي تواجه سوريا وابرزها ملف التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والزيارة المرتقبة لرئيس لجنة التحقيق الدولية الجديد سيرج برامرتس لدمشق، وفي خضم الضغوط الاميركية والاوروبية التي تتعرض لها دمشق للتعاون في التحقيق من جهة، ولبذل جهود اكبر لوقف تسلل المقاتلين الاجانب عبر حدودها الى العراق، اجرى الرئيس السوري بشار الاسد تعديلا وزاريا ثانويا رقي بموجبه وزير الخارجية فاروق الشرع الذي سبق ان اتهمه تقرير لجنة التحقيق الدولية بمحاولة تضليل التحقيق، الى منصب نائب رئيس الجمهورية، وعين نائب وزير الخارجية وليد المعلم وزيرا للخارجية والمندوب السوري لدى الامم المتحدة السفير فيصل مقداد نائبًا لوزير الخارجية. كذلك شمل التعديل وزارة الاعلام التي عيّن فيها محسن بلال خلفا لمهدي دخل الله، ووزارة الداخلية التي عين فيها اللواء بسام عبد المجيد خلفا لغازي كنعان الذي انتحر في تشرين الاول الماضي. واحتفظ وزير الاقتصاد والتجارة عامر حسني لطفي ووزير المال محمد الحسين بمنصبهما على عكس ما كان متوقعا.

واصدر الاسد مرسوماً جمهوريا بتعيين الشرع "نائبا لرئيس الجمهورية مفوضا بمتابعة تنفيذ السياسة الخارجية والاعلامية في اطار توجيهات رئيس الجمهورية". كما اصدر مرسوما آخر قضى بتعيين المندوب الدائم لسوريا في الامم المتحدة فيصل مقداد نائبا لوزير الخارجية خلفا للمعلم الذي صار وزيرا للخارجية خلفا للشرع.

والجدير بالذكر ان هذه المرة الاولى منذ نحو 22 عاما، التي يجري فيها تغيير حكومي في منصب وزير الخارجية الذي شغله الشرع منذ عام 1984.

و الى الخارجية طاول التعديل وزارات الإعلام، الداخلية، النفط والثروة المعدنية، الثقافة، الكهرباء، الاسكان والتعمير، النقل، الصناعة، الاتصالات والتقانة، الى ثلاثة وزراء دولة من دون حقائب.

وبحسب بيان رئاسي، تم تعيين السفير السوري في أسبانيا محسن بلال وزيراً للاعلام خلفاً لمهدي دخل الله، وكان بلال، وهو من محافظة طرطوس، قد شغل في وقت سابق منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري، كما أنه يتقن لغات عدة ومعروف عنه خلافه الشديد مع نائب رئيس الجمهورية السابق عبد الحليم خدام .

كذلك عين رئيس فرع الشرطة العسكرية اللواء بسام عبد المجيد وزيرا للداخلية، وهو منصب شاغر منذ انتحار كنعان. وكان عبد المجيد وهو من أصول شركسية قد شغل سابقاً مناصب أمنية في جهاز الأمن العسكري حيث تسلم رئاسة فرع مخابرات دمشق أو ما يسمى "فرع المنطقة" وبعد ذلك تم تكليفه برئاسة "فرع فلسطين".

وعين السفير السوري في دولة الامارات العربية المتحدة رياض نعسان آغا وزيراً للثقافة خلفاً لمحمود السيد، وكان نعسان آغا، وهو مستقل غير بعثي من محافظة إدلب، شغل سابقاً منصب المستشار للرئيس الراحل حافظ الأسد، وعرف عنه نشاطاته الاعلامية حيث برز كاتب مقال ومحاوراً غير متشنج في الفضائيات العربية لرموز في المعارضة السورية.

وعين سفيان علاو وزيرا للنفط خلفاً لابرهيم حداد، واحمد خالد العلي للكهرباء، خلفاً لمنيب صائم الدهر، وحمود الحسين للاسكان والتعمير، خلفاً لنهاد مشنطط، ويعرب سليمان بدر للنقل خلفاً لمكرم عبيد وفؤاد عيسي جوني للصناعة، خلفاً لغسان طيارة، و عمرو نذير سالم للاتصالات والتقانة خلفاً لمحمد بشير المنجد.

وشمل التغيير ايضا ثلاثة وزراء دولة لا يحملون حقائب وزارية، كان أبرزهم جوزف سويد من الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي دخل الجبهة الوطنية التقدمية في أيار من العام الماضي.

وبموجب التعديل الجديد، احتفظ عبد الله الدردري بمنصبه نائباً لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، والعماد حسن توركماني وزيراً للدفاع، ومحمد الحسين وزيرا للمال، وغسان اللحام لشؤون رئاسة الجمهورية. وكان اللحام الذي قام في وقت سابق بتدريس الرئيس بشار الأسد مادة اللغة العربية عندما كان طالبا، قد شغل في وقت منصب محافظ دمشق، وقبل ذلك رئيسا لمكتبة الأسد الوطنية .

كذلك احتفظ عادل سفر بمنصبه وزيراً للزراعة، وبثينه شعبان وزيرة للمغتربين وعامر حسني لطفي للاقتصاد والتجارة، وعلي سعد وزيرا للتربية، ومحمد الغفري وزيرا للعدل.

وكان الرئيس السوري كلف محمد ناجي عطري تأليف الحكومة عام 2003خلفا لمحمد مصطفى ميرو، و اجري عليها تعديل طاول ثماني وزارات في أيلول عام 2004 .

ومنذ أشهر يترقب السوريون هذا التعديل، خصوصاً أن متغيرات كثيرة عصفت بالبلاد سواء من الناحية السياسية أو على الصعيد الداخلي . وإذا ما كانت أنظار غالبية من السوريين موجهة الى ما سيحمله الوزراء الجدد من تصورات وحلول للكثير من المشاكل المستعصية مثل الفساد والبطالة والفقر وتحسين مستوى المعيشة، فإن جزءاً من التطلعات سيتوجه الى السياسة الخارجية مع وصول المعلم الى هذا الموقع، وخصوصاً أن استحقاقات كثيرة تواجه سوريا، لعل أبرزها ملف التحقيق في اغتيال الحريري، حيث من المتوقع أن يزور رئيس لجنة التحقيق الدولية الجديد سوريا خلال فترة وجيزة. كذلك ثمة استحقاقات دبلوماسية تتعلق بعلاقات سوريا الخارجية، سواء منها علاقاتها العربية والإقليمية، أم مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة، بعد جملة من التعثرات والارباكات التي أرخت بظلال سلبية على سوريا لناحية موقعها الاقليمي وسمعتها الدولية.

الشرع

والشرع الذي صار نائباً لرئيس الجمهورية، هو من مواليد 1938 من محافظة درعا جنوب البلاد، وقد درس الادب الانكليزي في جامعة دمشق وتخرج عام 1963، وعمل بعد ذلك في مكاتب مؤسسة الطيران السورية في الخارج، وعين سفيراً لسوريا في ايطاليا من 1976 الى 1980. وبرز خلال مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، كما شارك في جولات تفاوضية عدة مع مسؤولين اسرائيليين كان أهمها لقاؤه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي سابقاً ايهود باراك عام 1999 في الولايات المتحدة. كذلك هو عضو في القيادة القطرية لحزب البعث منذ عام 2000.

المعلم

والمعلم من مواليد دمشق عام 1941، درس في المدارس الرسمية من عام 1948 حتى 1960 حيث حصل على الشهادة الثانوية. بعد ذلك التحق بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1963، وهو حائز بكالوريوس في الاقتصاد. والتحق عام 1964 بوزارة الخارجية وخدم في البعثات الدبلوماسية السورية التالية: تنزانيا، السعودية، أسبانيا، بريطانيا. وعام 1975 عين سفيراً لسوريا لدى رومانيا حتى عام 1980.وبين عامي 1980و1984 عين مديراً لإدارة المكاتب الخاصة. وبين عامي 1990 - 1999 عين سفيراً لدى الولايات المتحدة. في مطلع 2000 عين معاوناً لوزير الخارجية. وبتاريخ 9/1/ 2005 سمي نائباً لوزير الخارجية، وكلف إدارة ملف العلاقات السورية - اللبنانية.

وأخيرا كلفه الرئيس بشار الأسد بجولات دبلوماسية زار خلالها معظم العواصم العربية، والتقى الكثير من الزعماء العرب، ومن وقتها سرت تكهنات أن الأسد ينوي تعيينه وزيراً للخارجية خلفاً للشرع .وشارك في محادثات السلام السورية - الإسرائيلية منذ عام 1991 حتى 1999 ولديه أربعة مؤلفات: فلسطين والسلام المسلح 1970، سوريا في مرحلة الانتداب من عام 1917 حتى عام 1948، سوريا من الاستقلال إلى الوحدة من عام 1948 حتى عام 1958، والعالم والشرق الأوسط في المنظور الأميركي. متزوج وله ثلاثة أولاد.

الحكومة السورية بعد التعديل

اصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوماً بتعديل الحكومة على النحو الآتي:

محمد ناجي عطري رئيساً لمجلس الوزراء. عبدالله دردري نائباً لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية. محمد الحسين وزيراً للمال. العماد حسن توركماني وزيراً للدفاع. غياث بركات وزيراً للتعليم العالي. هلال الاطرش وزيراً للادارة المحلية والبيئة. سعدالله آغا القلعة وزيراً للسياحة. غسان اللحام وزيراً لشؤون رئاسة الجمهورية. عادل سفر وزيراً للزراعة والاصلاح الزراعي، بثينة شعبان وزيرة للمغتربين، علي سعد وزيراً للتربية، نادر البني وزيراً للري، يوسف سليمان الاحمد وزير دولة، بشار الشعار وزير دولة، غياث جرعتلي وزير دولة، عامر حسني لطفي وزيراً للاقتصاد والتجارة، محمد ماهر الحسامي وزيراً للصحة، محمد الغفري وزيراً للعدل، زياد الدين الايوبي وزيراً للاوقاف، ديالا الحج عارف وزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل، وليد المعلم وزيراً للخارجية، سفيان علاو وزيراً للنفط والثروة المعدنية، اللواء بسام عبد المجيد وزيراً للداخلية، محسن بلال وزيراً للاعلام، رياض نعسان آغا وزيراً للثقافة، أحمد خالد العلي وزيراً للكهرباء، حمود الحسين وزيراً للاسكان والتعمير، يعرب سليمان بدر وزيراً للنقل، فؤاد عيسى جوني وزيراً للصناعة، عمرو نذير سالم وزيراً للاتصالات والتقانة، حسين محمود فرزات وزير دولة، جوزف سويد وزير دولة،حسان الصاري وزير دولة.