سورية الغد

الأسرة حالة حاضرة حتى في مصطلحنا السياسي، وعلاقات الأخوة التي كشفت نفسها بعد اغتيال الحريري، رغم انها كانت موجودة تحت غطاء إعلامي كثيف، قتلت أي استنادا لمفهوم "الأسرة الواحدة". دون ان يعني هذا الأمر "العلاقات المتميزة بين سورية ولبنان"، ودون ان يعني جملة المصالح الناشئة أو التاريخية بين البلدين.

المصطلح السياسي في "علاقات الأخوة" ربما يجد ما يبرره، لكنه في النهاية لن يدخل المعجم السياسي، لأن الأخوة شأن، وارتقاء رؤيتنا الحضارية باتجاه علاقات متبادلة على المستوى المعاصر شأن آخر. وبالطبع فربما كان التركيز على المصطلح لا يكشف الفحوى التي أرساها ضمن جملة من الاتفاقيات الاقتصادية، ولكنه في النهاية يحتاج إلى تحديد.

ما بين لبنان وسوريا ليس رابطة دم وإن وجدت. والمجتمعين، والبعض يقول أنهم مجتمع واحد، لا يشكلون عائلة يقدر تكوينهم لشبكة اقتصادية وسياسية متشابكة. ووفق هذه الصورة ظهر التداخل الطويل بين البلدين منذ العثمانيين إلى اليوم. فشبكة المصالح لا تسير على وتيرة واحدة طالما أنها لا تقوم على قاعدة. وهذه القاعدة حاول البلدان تشكيلها بعد عام 1990.

وبغض النظر عن التجربة التي تتابعت بعد اتفاقية الأخوة والتعاون فإن المسألة باتت تحتاج اليوم إلى جملة من المراجعة .. ليس لخفض مستوى التعاون بل لرسم الآليات القادرة على تثبيت القاعدة التي تؤمن بقاء الدولتين في طرف استراتيجي واحد.