هتسوفيه

غداً تستلم حماس زمام السلطة، حيث ستعين رئيس البرلمان ولاحقاً رئيس الحكومة والوزراء. وهي ستدير امر الحكم في السلطة الفلسطينية قولاً وفعلاً. وبحسب التقارير الواردة من رام الله، فقد توصل قادة حماس إلى تفاهم مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن لاجراء تبادل للسلطة انطلاقاً من تفاهم متبادل بين الحرس المنصرف التابع لمنظمة التحرير، وبين الحرس القادم من حماس.
لقد بذل أبو مازن جهوداً فائقة كي تضم الحكومة الجديدة التي ستشكل مندوبين عن منظمة التحرير وأن تمثل قوساً واسعاً من السلطة الفلسطينية.
قادة حماس يرفضون تسوية سلام مع دولة اليهود. وبحسب كلامهم، يعتبر اليهود "شتلة غريبة" في المنطقة. وفي هذه الايام دعا سفير ايران في اسبانيا إلى تدمير الكيان اليهودي في فلسطين. وهو قال جواباً على أسئلة الصحفيين أن الأمر سيحتاج إلى فترة 15 عاماً من أجل اتمام هذه المهمة.
قادة حماس غير مستعدين للحديث عن تسوية سلام مع دولة إسرائيل. وفي الآونة الأخيرة أعرب المعتدلون من بينهم عن موقفهم المؤيد للهدنة بشرط ان تمتد لعشرين عاماً. وبحسب كلامهم، هذه هي الطريق الوحيدة للتوصل إلى تسوية لوقف النار. لا توجد طريق أخرى، خاصة وأنه بحسب الاسلام لا يجوز مجرد الاعتراف بوجود دولة يهودية كما يدعي قادة حماس، الذين يدعون أيضاً ان الصراع ليس سياسياً، بل ديني في أساسه. وعليه، لا يمكن حل هذا الصراع من خلال مفاوضات سياسية، وكل من يؤمن بالحلول السياسية يوهم نفسه.
لا يتمسك كل قادة حماس بهذا الاقتراح. وليس من المبالغة التقدير ان قسماً كبيراً من أعضاء حماس يتمسك باستمرار الحرب، وهم لا يتطلعون في هذه المرحلة الى تحقيق وقف للنار، على الرغم من انهم وضعوا مرشحين لرئاسة البرلمان ولرئاسة الحكومة أشخاصا معتدلين. فالأغلبية منهم لم تغير طريقها، وهي معروفة بتصريحاتها المتطرفة والمعادية لاسرائيل.
في هذه الأثناء غيرت إسرائيل سياستها. وهي تميل للافراج عن الأموال للمؤسسات الانسانية كما جاء في البيان الذي نشر امس، في ختام المشاورات التي جرت بمبادرة وزيرة العدل، هذا البيان، لا يثير الدهشة فحسب، بل انه يثير القلق ايضا في ظل التغيير الذي طرأ على موقف الحكومة. ومن الصعب ان نفهم سياسة الحكومة. هذه ليست سياسة، انها اشبه بالخضوع.