الأسد اتصل بالعاهل السعودي ومبارك

النهار ، شعبان عبود:

اجرى الرئيس السوري بشار الاسد اتصالين هاتفيين مع كل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك. وأفاد بيان رئاسي سوري أنه جرى خلال الاتصالين "البحث في آخر تطورات الاوضاع في المنطقة والامور ذات الاهتمام المشترك".

وقال مصدر سوري مطلع لـ"النهار" إن "الاتصالين تركزا على الموضوع العراقي والفلسطيني واللبناني والعلاقات الثنائية ". وأوضح أن "هذه الاتصالات هي الأولى من نوعها بعد التعديل الحكومي الذي أجرته القيادة السورية، وتتزامن مع خطوات سورية مرتقبة في اتجاه العراق تتمثل في إعلان عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وتعيين دمشق سفيراً لها في بغداد، وزيارة مسؤول سوري رفيع المستوى للعراق".

وأضاف: "كذلك يشهد الملف اللبناني في الآونة الأخيرة تداعيات لا بد من الوقوف عندها عربيا"، في إشارة الى ما أعلنته قوى سياسية لبنانية نيتها خوض حملة لاسقاط الرئيس اللبناني اميل لحود. وأكد "انه على الصعيد الفلسطيني، لا بد أن يقف الزعماء الثلاثة على التطورات التي فرضها نجاح حركة حماس في الانتخابات التشريعية، ولا بد من تشاور حول طبيعة الموقف من المرحلة المقبلة".

من جهة أخرى، وبدعوة من من رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، يصل الى دمشق الاربعاء المقبل النائب الاول للرئيس الإيراني برويز داودي في زيارة رسمية لسوريا تستغرق ثلاثة أيام.

وأفادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" أن المسؤول الايراني سيرأس الجانب الايراني فى اجتماعات اللجنة العليا السورية - الايرانية، كما سيجري مع عطري "محادثات تتناول علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين، وسبل دعمها وتطويرها في المجالات المختلفة، الى استعراض تطورات الاوضاع فى المنطقة".

على صعيد آخر، انتقدت دمشق المواقف الأميركية "التصعيدية" إزاءها واعتبرتها نوعا من "التدخل الفظ والسمج " في الشؤون الداخلية، فيما اعلنت شخصيات سورية معارضة ممثلة في "إعلان دمشق" رفضها المطلق قبول أي نوع من المساعدات المالية الأميركية.

وقال عضو هيئة مكتب مجلس الشعب السوري حنين نمر إن المواقف الأميركية الأخيرة التي أعلنتها وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ضد دمشق، وما قيل عن خطة لتمويل نشاطات المعارضة السورية "هو نوع من التهويل لا قيمة له، وهو تدخل فظ وسمج في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة واحتقار للقوانين الدولية ".

ورأى أن "التوجهات الأميركية الأخيرة ضد طهران ودمشق تعكس فشلا أميركياً في العراق، وتحاول أن تضرب التطورات الأخيرة في لبنان بعدما استوعبت القوى الوطنية الصدمة التي نتجت من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وأعادت بناء تحالفات في غير مصلحة واشنطن".

معارضون

واكد حسن عبد العظيم الناطق باسم التجمع الوطني المعارض (ائتلاف يضم خمسة أحزاب معارضة) وأحد أبرز المساهمين في وثيقة "إعلان دمشق" رفض أحزاب التجمع وأطراف "إعلان دمشق" " قبول أي دعم مالي من أي دولة خارجية". وقال: "نحن في وثيقة إعلان دمشق، وإذا ما لمسنا أن طرفا من أطراف المعارضة قبل معونة خارجية فسنأخذ موقفاً حاسماً منه"، وأكد: "لا نقبل الدعم والتمويل من أي جهة لا أميركية ولا أوروبية، ونعتمد على اشتراكات أعضائنا وتمويلنا الذاتي".

وقال الناشط والكاتب ميشال كيلو إن "لا أحد يريد تمويلاً من (كوندوليزا) رايس ولا من غيرها، لأن مشاكل المعارضة السورية ليست مالية بل سياسية، ومستقبل العملية السياسية في سوريا لا يتوقف على التمويل بل على البرامج الصحيحة وانفتاح القوى السياسية بعضها على البعض، وانفتاح النظام على شعبه وعلى أحزاب المعارضة". وأوضح ان "أميركا ليست الجهة التي تفكر المعارضة السورية في تلقي دعم مالي منها، لأن سياستها في الشرق الأوسط وحيال الشعب الفلسطيني لا تسمح، ولن تدع أحداً يفكر في مد يده إليها ومن يفعل ذلك فلن يجد مكانا له في إعلان دمشق".