أحمد بركات

تأثرت الثقافة العربية ككل الثقافات بالعالم بالثقافة العالمية التي يطغى عليها الطابع الأميركي, و بدأت العولمة بمفعولها لتقرب الشعوب أو لتجعل من منطق الشعوب اقرب. في ظل هذا الذوبان العالمي كيف تتفاعل الثقافة العربية و ما سيبقى منها و ما الذي لن يتمكن من البقاء؟

لحسن الحظ هناك كم هائل من العادات والتقاليد التي نرغب بانقراضها, و التي عانينا منها لسنوات أو قرون, أهمها على الإطلاق الإيمان المطلق بصحة معتقداتنا و تكفير أو تخوين أو حتى تغليط من يخالفنا لمجرد المخالفة. مثل هذه الاعتقادات بالتأكيد لا خوف من زوالها, أما أهم أركان هذه الثقافة التي تحتاج لخطوات فعالة لإبقائها, هي اللغة العربية نفسها, فمن المؤسف انحسارها لصالح غيرها من اللغات التي عمل أبنائها جاهدين باختراعاتهم و مؤلفاتهم أو حتى أفلامهم المميزة بنشرها. و كل ما نملك لدعم لغتنا .... الإسلام.

الرهان على الدين الإسلامي لإبقاء هذه اللغة لن يجدي بعد اليوم فالعولمة لا دين لها, كما أن الدين الإسلامي لا لغة له, فهو بشهادة معتنقيه للناس كافة. و ساهمت ترجمة القران و بث الكثير من الدروس الدينية بالغة الانكليزية على المحطات الفضائية, حتى الأغاني الدينية التي بدأت باستخدام الأدوات الموسيقية الغربية وانتهت باستخدام لغتها و التي و جدت رواجا لدى الشباب, جميعها ساهمة بعولمة الإسلام.

لا ضير من عولمة الإسلام, لكن التحذير من غدٍ لا يبقى فيه من لغتنا العربية إلى الأذان أو شهادة أن لا إله إلى الله, وبعض الجمل الفرنسية الانكليزية بأحرف جر عربية أصبح واجبا.

أخيرا لا يمكننا الحكم على العولمة بأنها جيدة أو سيئة, لأنها تختلف باختلاف وجهة النظر. كما لا يمكننا تجاهلها باعتبارها أمركة فالعولمة ليست حكرا على ثقافة ما. بل يجب التفاعل معها و إضافة بصمتنا العربية على العالم, ففي ثقافتنا العربية من المثل و المبادئ ما يمكن تسويقه عالميا مثل كرم الضيافة و احترام كبار السن.