لن يكون نموذج "الحرة" كقناة فضائية الأكثر شيوعا او عمومية في "الحرب الإعلامية" التي ينوي رامسفيلد خوضها، وربما لأول مرة في التاريخ يصبح وزير الدفاع قائد حملة إعلامية، لكنه بشخصيته ربما لا يبتعد كثيرا عن "غوبلز" (مسؤول الدعاية زمن المغفور له هتلر)، لأن صورة التصريحات التي تقدمها الإدارة الأمريكية ينطبق على المقولة الشهيرة لغوبلز: أكذب .. أكذب حتى تصدق نفسك ...

لكن الحرب الإعلامية التي لن يكون وراءها (ريتشارد ماير) كرئيس لأركان القوات الأمريكية لأن خنق الأصوات يختلف تماما عن الممارسة التي قامت بها قوات المارينز، أو خلايا الزرقاوي، في قطع الأعناق والتكفير باتجاهين. فخنق الأصوات ربما يتطلب احتكارا تكنولوجيا بالدرجة الأولى، وفلسفة أخلاقية يمكن ممارستها لإعطاء "الصوت الواحد" بعده الحقيقي كحالة تبشيرية تذكرنا بمحاكم التفتيش في اسبانيا، أو حتى في الطريقة التي تم النظر فيها لمسألة تجارة الرقيق من قبل المرجعيات الدينية.

وربما من المفيد لو نعود قليلا للنظر إلى مسالة تجارة الرقيق، حيث رأى البعض ان الزنوج هم أنصاف بشر وبالتالي فمن الممكن استخدامهم كرقيق. وعلى هذه الشاكلة استطاع "باركلي" ان يحقق ثروة طائلة من وراء تجارة الرقيق خارج بريطانيا ... ولكن هل تختلف الرؤية اليوم كثيرا، على الأخص عندما يصبح "رامسفيلد" صاحب التنظير الوحيد لمسألة الحرب على الإرهاب إعلاميا.
وعلينا هنا أن نسأل هل سيتم إنشاء معتقلات إعلامية على غرار غوانتانمو؟!! أو كيف يمكن ممارسة التعذيب على سياق سجن أبو غريب ...

والمسألة ليست دعابة أو طرفة، فجدية الحرب الإعلامية تعيد إلينا صور "الدعاية" النازية التي استطاعت تهييج الرأي العام، بحيث أصبح معظم المفكرون صامتون، بينما دخل العالم في حرب دعائية و .. عسكرية طويلة امد.

من الممكن أن لا ننتظر طويلا حتى تصبح النطاقات الخاصة بالإنترنيت تتطلب موافقات أمنية من CIA وتصبح ملاحقة المواقع والمحطات الفضائية شبيهة بالصراع الذي دار في تورا بورا داخل أفغانستان مع اختلاف بسيط هو ان مساحة الحرب هنا تمتد على جغرافية الأرض ...