السفير
دعا الملك السعودي عبد الله، وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس، خلال لقائهما في الرياض أمس، إلى احترام إرادة الشعب الفلسطيني كما عبر عنها في الانتخابات التشريعية، فيما كرر الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة دعوة بلاده إلى ضرورة إمهال حركة حماس بعض الوقت في ما يتعلق بمطالب المجتمع الدولي.
وحذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رايس، من تدهور العلاقات السورية اللبنانية وحصول صدام بين البلدين. وقال إن <<الكل يلاحظ تدهور الأوضاع بين سوريا ولبنان، ونحن (السعودية) عملنا على تجنب هذا الوضع القائم حاليا>>. وأضاف <<لكن الذين يستطيعون ان يقوموا بذلك هم السوريون واللبنانيون، ونحن بانتظار آرائهم حول كيف من الممكن تجنب تدهور الأمور وتجنب الصدام>>.
وشدد الفيصل على انه <<إذا حصل عدم استقرار في احد البلدين فإن ذلك سينتقل إلى البلد الآخر ولا احد سيكسب مما سيحدث>>. وأعرب الفيصل عن أمله
في <<أن يتحكّم العقل ويتفق البلدان على الإجراءات التي تمتص هذه الأزمة>>، مشيرا إلى أن <<كل طرف من الطرفين يعرف مطالب الطرف الآخر ونحن جاهزون ومستعدون لان نقوم بأي واجب للمساعدة في هذا الإطار>>.
وبحثت رايس مع الملك عبد الله سبل التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، وتطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمها عملية السلام والقضية الفلسطينية، والتطورات في لبنان وسوريا، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية.
وقال <<أن لقاء رايس مع خادم الحرمين الشريفين كان فرصة جيدة لتبادل الآراء حول التطورات الإقليمية والدولية، ومن بينها القضية الفلسطينية وعملية السلام في المنطقة، حيث أكدت المملكة من جانبها التزامها الكامل بمسيرة السلام في الشرق الأوسط، وعلى أهمية احترام الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني، وعدم التسرع في إصدار الأحكام المسبقة>>.
وأعرب الفيصل عن استنكار الرياض <<لحجب إسرائيل للمبالغ المستحقة للسلطة الفلسطينية، وعن الأمل في عدم ربط المساعدات الدولية للشعب الفلسطيني بأية اعتبارات، سوى الحاجة الإنسانية الملحة لهذا الشعب>>. كما أعرب عن أمل المملكة باستمرار العملية السلمية طبقا لقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية وخريطة الطريق.
وبالنسبة للملف النووي الإيراني، قال الفيصل نأمل أن يتبعوا سياستنا وسياسة دول مجلس التعاون الخليجي، وهو جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل>>.
وقالت رايس، ردا على سؤال حول مسألة الاستمرار في تقديم الدعم للحكومة الفلسطينية الجديدة التي ستترأسها حماس، <<أؤكد أن موقف الولايات المتحدة هو الموقف نفسه الذي تتخذه اللجنة الرباعية، فهناك متطلبات أساسية للحكم لا بد لحماس أن تلبيها كي تتمكن من قيادة هذا الشعب، لأنه يريد أن تتحسن ظروف معيشته>>.
وأضافت رايس <<لا بد أن يكون هناك حل لإقامة دولتين جنبا إلى جنب، وهذا منصوص عليه في جميع الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الجانبين. ويجب أن تقام أية حكومة فلسطينية على هذه الأسس، وعلى حماس أن تقرر إما أن تلحق بعملية السلام أو لا تلحق بها، وعليها أن تجسد الخطوط العريضة لخريطة الطريق>>.
وكان مبارك قد كرر، خلال لقائه رايس في القاهرة، دعوة بلاده إلى إمهال حماس بعض الوقت في ما يتعلق بموقفها من مطالب المجتمع الدولي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية سليمان عواد إن مبارك شدد خلال الاجتماع مع رايس، الذي تم في جو <<إيجابي وبناء>>، على ضرورة إتاحة الوقت الكافي لحماس <<لتقدير الموقف الراهن وتحديد مواقفها من المتطلبات التي اعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام المجلس التشريعي الفلسطيني، وفي خطاب تكليف اسماعيل هنية بتشكيل الحكومة الجديدة>>.
وتعهدت رايس، خلال لقاء مع سبع شخصيات من المجتمع المدني ينتمون الى الجناح الليبرالي العلماني، من بينهم احد المقربين من رئيس حزب <<الغد>> المسجون أيمن نور ورجال أعمال ومثقفون وأساتذة جامعيون، من دون أن يكون بينهم من يمثل وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين، بان <<تواصل>> الضغط على الحكومة المصرية لتنفيذ برنامج الإصلاح السياسي. وستلتقي رايس في ابو ظبي وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ستدعوهم الى الامتناع عن تمويل حماس، والتصدي للبرنامج النووي الايراني.