أثبتت تجارب عديدة كانت آخرها أزمة الرسوم المسيئة أننا أسوأ من يطبق مقولة رب ضارة نافعة‚ إذ بدا واضحا ارتباك الدول الإسلامية على المستويين الرسمي والشعبي بعد أن جاءت ردود الفعل متطرفة في غالبها‚ فهناك من تطرف إلى حد التدمير والإحراق والتخريب الذي أفضى إلى القتل‚ وهناك من تطرف إلى درجة الدعوة إلى قتل الآخرين‚ فيما تطرفت جهات رسمية عديدة عندما لجأت إلى الصمت وكأن كل ما يجري لا يعنيها‚

بالطبع لا أحد يستطيع التشكيك في فداحة الإساءة التي وقعت على المسلمين وعقيدتهم‚ ولا أحد يمكنه أن يشكك في إخلاص كثيرين أساء غضبهم العارم إلى جهد كان يفترض أن يكون نبيلا‚ خاصة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار ان جهات عديدة في الغرب من بينها مسؤولون حكوميون وأحزاب متطرفة‚ سعت إلى رش الزيت على النار استدعاء لصدام حضاري تؤمن بحتميته‚

الغضب مبرر والسخط مبرر‚ لكن كثيرا مما حدث بعد ذلك غير مبرر إذ كيف تدافع عن رسول أقام حضارة عظيمة عبر تصرفات أوغلت في البربرية في كثير من الأحيان‚ وكيف تفسر للغربيين استياءك من صور تظهر الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمر قنبلة وأنت تصدر فتاوى بالقتل والتخريب؟