سامح رمضان - دنيا الوطن

كلنا تابعنا الفوز الحمساوي في الانتخابات التشريعية الفلسطينية كما أعلن الدكتور حنا ناصر رئيس اللجنة على شاشات ووكالات الانباء ولازلنا نشاهد حماس حماس فور تلقيها وتلقينا في آن واحد إن صح التعبير واقعيا أم سياسيا عن الأنباء التي تحدثت عن عدد مقاعد المجلس التشريعي الخضراء حيث إنني لا اريد ان اخوض في تفاصيل ومتاهات توقعاتنا و توقعاتهم , ولكن ما هو مؤكد هو ما نراه على الساحة الحمساوية في كفة وما نراه في الساحة الفلسطينية في كفة أخرى , ما نراه في الساحة الحمساوية شي بعيد و متباين نوعا ما عن العملية الحمساوية حيث من الملاحظ بل ومن الواضح ضبابية العملية التشريعية الفلسطينية وضبابية المنطقة حاضرا قبل ان نقول مستقبلا خاصة اننا اصبحنا نتسارع في التحليل و الادراك في ما لا يمكن ادراكه في الحاضر في حضرة القيادة الوزارية الخضراء : وعلى الرغم من كل المحاولات والمحاورات التي نراها ونسمع بها في المشاورات و الزيارات مرورا بالقيادات و وصولا بالنتائج التي توصلت اليها المحاولات لا يمكننا ان ندرك فعلا ! ولا حتى يمكن أن نسأل ! لعدم وجود معطيات لا من قبل ولا من بعد .

وبعيدا عن المتاهات كل المتاهات السابقة واللاحقة في الساحة يجب ما يجب إدراكه هو أين نحن من كل هذه العواصف والتغييرات التي حلت بالمنطقة ؟؟هنا نقول ؟؟ لا نريد الحديث عن أرقام سيارات المرسيدس التي تسلم وتستلم من الحكومة القديمة للحكومة القادمةولا نريد الحديث عن عدد الموقوفين بأمر النائب العام , ولا نريد الحديث لماذا فازت حماس ولماذا لم تفز حركة فتح ؟؟ نريد الحديث بصوت عالٍ ليس عما حدث ولكن عن ما سيحدث أو سينجز من قبل الحكومة القادمة ؟ نريد الحديث عن خطط وبرامج مستقبلية لا نريد تطمينات صوتية ، نريد رؤية واضحة نتطلع من خلالها على جدول زمني لإنجازات لا وعودات ترى النور ، لا مجال للحديث في الارقام الأحادية وهناك الملايين في انتظار ما صوتنا من خلاله ومن أجله .

الثوابت الفلسطينة و سيادة القانون " إنهاء حالة الفلتان الأمني " و القضاء على البطالة , كانت هذه أبرز البنود التي ميزت البرنامج الانتخابي الاخضر الذي حصد أكثر من خمسة وسبعين مقعدا في الانتخابات التشريعية الاخيرة والذي يتوجب على الفائزين تحقيقه خلال سنوات وجودهم في هذا العدد من المقاعد النيابية , وبعيدا عن ذلك كله , لقد بدأت العملية التشريعية وغادر البرلمان الفلسطيني القديم وغاب وكما يقال أذكرو محاسن برلماناتكم ، وعقد المجلس التشريعي الجديد برئاسة حمساوية و نائبي رئيس حمساويين و أمين سر حمساوي , تم كل ذلك بالتزكية و بالانتخاب الداخلي كما رأيناه مباشرة على الشاشة الاخبارية , وبشكل مختصر استملت حركة حماس زمام التشريعي , حماس جديد ، تشريعي جديد لا نعرف بالتحديد ، ولكن ما نود معرفته هو هل سيكون الوضع الذي نحن فيه أيضا جديد أم متغير ؟؟ على جميع النواحي الحياتية و الاقتصادية والسياسية و الاقليمية .. الخ .

لا نعرف بالتحديد هل هناك أزمة أم أزمات ؟ ولا نعرف أيضا من هو صاحب المواجهة ؟ هل الشعب أمام أزمة الحكومة ؟ أم الحكومة أمام أزمات الشعب ؟؟ هذه الأسئلة لا تعد أسألة بحاجة لإجابات فقط ؟! بشكل أو بآخر علينا ان نعي تماما اننا توجهنا يوم الانتخابات وكلنا قناعة بصوتنا الذي أدلينا به على الرغم من محدودية التجرية الانتخابية التي مارسها شعبنا خاصة في التجربة التشريعية والتي تعد أكبر حجما بكثير من الانتخابات على المستوى المحلي ، ويجب ان نعي أيضا اننا خضنا هذه التجربة و كلنا قناعة ايضا اننا مؤمنين بالتغيير الأفضل للأفضل وليس التغيير من حزب لآخر , لأنني اعتقد ان عائلة ما تسكن في زقاق في مخيم التفاح بخان يونس لا تعرف سوى اللون الازرق الموجودة على أكياس طحين الأمم المتحدة لا يهمها إن كان لون المجلس التشريعي أصفر أم أخضر أو حتى أحمرا ولكن ما يهمها هو من سيصل لها وماذا سيصل لها من خدمات او من أي تنمية كانت .

أخيرا يمكنني ان اجمل ما استطيع إجماله أن الملايين والجماهير التي تابعت وشاهدت إعلان فوز حركة حماس على شاشات التلفزة هي نفسها الان لا زالت تتابع التطورات و السياسيات الجديدة وخصوصا الجزء الكبير من الملايين الذي صوت للهلال الأخضر ما زال يتابع بفارغ الصبر عدد الخريجين الذي سيتوفر لهم فرصة عمل مناسبة وليس عدد المؤهلين لتسلم الحقائب الوزارية للحكومة القادمة ، أو حتى في انتظار زيادة نسبة وضوح للغد الأخضر لونا ليس في التصريحات التي تطلق بإسم حماس : «نريد حكومة وحدة وطنية» ، وان كان هذا التصريح سيرى النور فعلى كل الاحوال إننا بحاجة لحكومة وطنية على قدر المسئولية وحكومة لها وزن ثقيل خدماتيا و تنمويا تماما كما هو ثقلها في الموجود في السلطة التشريعية حتى لا يأتي يوم نجد فيه تصريحات للرئيس الامريكي السابق جيمي كارتر على يافطات معدنية فاخرة لمن لا يقرأ ولا ينتبه : "بعد فوز حماس: انتباه: حتى لا تعاقبوا الفلسطينيين " .