بهية مارديني ، ايلاف

اعتقلت السلطات الأمنية السورية ماهر إبراهيم إسبر (26 سنة) وعلام فخور (جامعي، خريج كلية الفنون الجميلة) وأيهم صقر ( حلاق) من بلدة السلمية في محافظة حماة (وسط سورية )واقتادتهم إلى جهة غير معروفة بعد فترة من الملاحقة والاستدعاءات لهم، ولاتزال أجهزة الأمن تبحث عن شبان آخرين لاعتقالهم.

ويعتقد بأن اعتقالهم حصل إثر انتزاع اعترافات قسرية تحت التعذيب من بعض الطلاب المعتقلين اذ تربط الثلاثة المعتقلين صداقة بطلاب "حسام ملحم من جبلة وعلي نذير العلي من الدريكيش " وقد اعتقلوا في وقت سابق، كما قامت السلطات باعتقال الطالب ( طارق غوراني من مدينة دمشق ) مع استدعاءات لكل من ( دياب سرية وعمر العبدالله ) في نفس القضية وسؤالهم عن نشاطاتهم العامة في قضايا الطلبة والمجتمع . وادانت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في بيان ، تلقت ايلاف نسخة منه ، الاعتقال التعسفي و كل أنواع التعذيب في مراكز التحقيق والاعتقال السورية، وطالبت السلطات السورية بوقف كل أشكاله وإطلاق سراح المعتقلين الثلاثة، واتباع الأساليب القضائية السليمة في المثول أمام القضاء لكل من تجد ضده تهمة قانونية. فيما قامت قوات الأمن السياسي يوم الأربعاء 22 / 2 / 2006 بمداهمة الباخرة ( عطاالله 2 ) في مرفأ طرطوس , واعتقلت القبطان الأول مصطفى شاويش وقدم إلى المحكمة المدنية بتهمة الإساءة وشتم لبعض مسؤولي السلطة ، بحسب موقع الرأي السوري .

الى ذلك تحدثت مصادر ايلاف عن ان يعقوب حنا شمعون مواليد القامشلي1963 وهو شاب آشوري سوري معتقل في سجن (صيدنايا) القريب من دمشق، اعتقل منذ أكثر من عشرين عاماً بدون محاكمة ومن غير أن تحدد التهم أو الأسباب التي اعتقل بسببها مع أخيه فواز الذي أفرج عنه بعد أن أمضى أكثر من عشرة سنوات في المعتقل من غير محاكمة. ويتحدث الاب حنا عن حياته وظروف اعتقال ولديه قائلا" انه هاجر الى بيروت عام 1972 بقصد العمل وبحثاً عن لقمة العيش بعد أن ضاقت بنا الحياة في القامشلي وبسبب الحرب الأهلية المريرة في لبنان هاجر ابني يعقوب الى ألمانيا لسنوات ومن ثم عاد الى لبنان ثانية وبقي هو وأخوه فواز متخلفان عن الخدمة العسكرية وبموجب عفو رئاسي لعام 1985صدر عن الرئيس الراحل حافظ الأسد عن المتخلفين السوريين في لبنان عن الخدمة العسكرية وقبل نفاذ الفترة الزمنية المحددة للعفو عدنا الى سوريا عام 1985 في شهر ايار ، وبعد أيام من عودتنا قام يعقوب وأخوه فواز بتسليم نفسيهما لشعبة تجنيد القامشلي بقصد الالتحاق بالخدمة العسكرية وتأدية واجبهما الوطني ،و في 1-7-1985 تبلغا بتسليم دفتر خدمة العلم الى شعبة التجنيد على أن يساقا الى الجيش في اليوم التالي كم أعلموهما لكن في ذات اليوم ليلاً اقتادتهما دورية (أمن الدولة) من المنزل وقيل لنا: سيعودان بعد قليل لكنهما ذهبا واختفا لسنوات طويلة من غير أن نعرف عنهم خبراً أو دليلاً يوصلنا الى مكان احتجازهم الى أن أفرج عن فواز بعد أكثر من عشر سنوات ودون محاكمة وهو لا يعرف شيئاً عن مصير اخيه يعقوب"، واشار الاب حنا الى "اننا قطعنا الأمل بوجود يعقوب على قيد الحياةإذ اختفت أثاره حتى عام 2001،حين أخبرتنا الجهات المعنية في السلطة بأن ابنكم (يعقوب) موجود في سجن صيدنايا بامكانكم زيارته، ومنذ عام 2001 نزوره لكن الرحلة من القامشلي الى دمشق مكلفة ومتعبة جسدياً ومادياً، وأنا كما ترون رجل عاجز ومسن ولا من معيل لأسرتي". وناشد حنا "الرئيس بشار الأسد بأن يلتفت لقضية ابني يعقوب وينهي معاناته الطويلة في السجن بالإفراج عنه بعد اكثر من عقدين من دون محاكمة ومن غير أن نعرف أي جرم ارتكبه" .

وأكد سليمان يوسف عضو المكتب السياسي في المنظمة الآثورية الديمقراطية في سوريا في تصريح خاص لـ"ايلاف" بان هذا الاعتقال هو اعتقال تعسفي وغير قانوني وهو منافي لجميع مواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان التي وقعت عليها الدولة السورية وحالة المعتقل(يعقوب حنا)ليست فريدة في سوريا، حيث تعود الشعب السوري في ظل هذا النظام على مثل هذه الاعتقالات التعسفية ، وكثيرون هم أولئك اللذين عادوا الى وطنهم، بعد غياب طويل امضوها في المنافي، بموجب مراسيم عفو رئاسية على أمل أن يعودوا مواطنين يتمتعون بحقوق المواطنة و يمارسون حياتهم الطبيعية في وطنهم سوريا الى جانب ذويهم وأهلهم، لكن غالباً يكون مصير هؤلاء الحجز ومن ثم الاعتقال الى اجل غير مسمى ومن دون محاكمات، وإن أفرج عنهم بعد حكم تعسفي يمتد لسنوات فهم مجردين من حقوقهم المدنية.

واشار يوسف الى ان حالة يعقوب ببعدها الإنساني والحقوقي والقانوني ، تدحض ادعاءات السلطات السورية وحديثها عن الانفتاح على المجتمع والشفافية في المحكمات وتحسين وضع حقوق الإنسان في سوريا وتحييد القضاء عن السياسة وعن أجهزة السلطة. وطالبت المنظمة الآثورية الديمقراطية السلطات السورية بإحالة المعتقل يعقوب حنا الى محكمة مختصة وعادية مدنية ليحاكم علناً وأن يتاح له بتوكيل محامون للدفاع عنه، إذا كان هناك ثمة تهم محددة ضده أو جرم ارتكبه يحاسب عليه عليه القانون السوري أو الإفراج عنه واطلاق صراحه فوراً مع التعويض له ولأخيه فواز عن الأضرار الجسدية والمادية والمعنوية والنفسية التي لحقت بهما جراء سجنهم التعسفي طيلة هذه السنوات من غير سبب أو مبرر. وناشدت المنظمة جميع المنظمات الأهلية واللجان السورية والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان والمعتقلين بمتابعة قضية المعتقل يعقوب حنا وطالبت السلطات السورية بالإفراج عنه لوضع نهاية لمأساته ومأساة أسرته الإنسانية.