فلسطين اليوم : غزة

وصفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الأحد 26-2-2006 الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه وقع في (مصيدة) عقب فوز حماس الساحق في انتخابات المجلس التشريعي و تحكمها في صلاحيات الحكومة.

و قالت الصحيفة العبرية: أبو مازن في مصيده، فهو يريد إنقاذ السلطة الفلسطينية من الغرق في (مستنقع الأصولية)، ولكن أمام الفوز الساحق لحماس فإن هذه تعتبر مهمة صعبة للغاية، فهو يتطلع إلى عدم وقوع حرب أهلية ويعرف بأنه لن يتمكن من ذلك منفردا، فإذا أدارت الولايات المتحدة وإسرائيل ظهرها إليه فلن يتبقى أمامه إلا التهديد بالاستقالة، وبالمقابل فإن رجال حماس يبلورون تجمعا محكما للخروج من دائرة الحصار".

و تابعت يديعوت بالقول: تركيبة النظام في السلطة الفلسطينية تقسم الصلاحيات بين الرئيس أبو مازن وبين رئيس الحكومة هنية، فالسياسة الداخلية بأيدي حماس وسياسة التفاوض - الخارجية - بيد أبو مازن، ولذلك فمن السهل على هنية وجماعته التحدث عن هدنة طويلة الامد وعن سلام مقابل الانسحاب الاسرائيلي الى حدود 1967 بما في ذلك القدس وان مثل هذه الصيغ تعكس حلما لحماس الجديدة".

و اشارت الصحيفة إلى أن أبو مازن يحاول التوجه للغرب "فنداء الإغاثة الذي أطلقه مؤخرا في وسائل الإعلام الغربية بالتحديد وعنوانه هو البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي، وكذلك إسرائيل، فمن هناك فقط يمكنه الحصول على الدعم الذي يقوي رئاسته، فهو مقتنع بأن سلطة حماس عابرة وبواسطة سياسة محكمة يمكن الاستعجال بالتغيير، وان التهديد بالاستقالة استهدف إظهار الفارق بينه وبين السياسة المتطرفة لحماس والتي يحاول إسماعيل هنية ورفاقه التشويش عليها" بحسب زعم يديعوت.

و استطردت الصحيفة بالقول: أبو مازن يعرف بأنه قادر على الضغط على الغرب، وذلك لأن دعم سلطته سيشكل الكابح الأخير بوجه حماس والتي يعتبر تأثيرها ومحاولات محاكاة فوزها قد تصل وتمتد إلى خارج المناطق، كالأردن، ومصر، وغن هذه الحقيقة تقلق البيت الأبيض كثيرا، إن استقالته تعني تقويض السلطة الفلسطينية وفوضى بالسلطة، ففي المرحلة الأولى ستعمل الولايات المتحدة وأوروبا لمنع حدوث تدهور إنساني في المناطق وستعمل على تحويل أموال مساعدات".