"هآرتس" تنشر ملفه الأسود

البيان

نشرت صحيفة »هآرتس« الإسرائيلية ملفًا موسعًا تحت عنوان »رئيس حكومة لعدم استيفاء الأدلة« أشارت فيه إلى قضايا الفساد والتحقيقات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة، إيهود أولمرت، في الماضي والتي لا يتحدث عنها أحد اليوم.

وتساءلت الصحيفة كيف استطاع أولمرت أن يجمع هذه الثروة الهائلة من عمله السياسي الذي بدأه »كمحارب الفساد والجريمة المنظمة«، وتحول بعد تلك البداية ليكون واحدًا من أكثر ممن حقق معهم في الماضي خلافًا للصورة التي يراها الشعب الإسرائيلي اليوم، كما نقل موقع عرب 48 الالكتروني عن الصحيفة.

ونقلت الصحيفة أقوال عضو الكنيست يوسي سريد (ميرتس ـ ياحد)، الذي دخل إلى الكنيست مع أولمرت وأعلن عن ترك الحياة السياسية قبل ثلاثة أشهر: »أتينا بالكثير من السعادة إلى قلب الكنيست الإسرائيلية المتحجرة في أواخر سنوات السبعينات.

لقد دخلت الكنيست وخرجت منها في هذه الأيام مع نفس الملابس ونفس الساعة التي لا يتعدى سعرها 80 شيكلا. لكن أولمرت ليس كذلك وعرف منذ البداية كيف يستغل منصبه في الكنيست إلى جانب كونه محاميًا ومن وقتها فعل الكثير لنفسه وبيته«.

ونقلت الصحيفة اقتباسًا من »يديعوت أحرونوت« كتبه أرييه افنيري الذي يرأس اليوم جمعية »أومتس« لمحاربة الفساد« من مقال عبر فيه عن خيبة أمله من الطريق التي بدأها أولمرت وكيف أنهاها.

وقال في مقاله: »كنت أود أن أعرف كيف أصبح أولمرت إنساناً غنيًا إلى جانب عمله السياسي«. وأضاف: »اعتاد أولمرت على استقبال زبائن أثناء عمله محامياً. فمن أراد تقصير الطريق إلى السلطات الرسمية استأجر خدماته الثمينة«.

وكشفت »هآرتس« عن انه تم التحقيق مع أولمرت في الكثير من قضايا الفساد في إسرائيل ولم تقدم ضده لائحة اتهام نتيجة »عدم وجود أدلة كافية«.بما معناه، توجد أدلة لكنها ليست كافية.

وفضحت الصحيفة قضايا فساد كانت في العام 1985 حين طلب أولمرت من رئيس قسم التحقيقات في الشرطة الإسرائيلية إلغاء أمر »منع السفر إلى الخارج« اتخذ ضد مدير بنك »شمال أميركا« يهشوع هيلبيرن. وبعد البحث تبين أن مدير البنك منح أولمرت قرضًا سريًا. ويذكر أن مدير البنك أدين بتهم الرشاوى فيما بعد.

وتكشف الصحيفة علاقات أولمرت بالعالم السفلي أيضًا ويظهر هذا واضحًا في العام 1988 عندما طلب أولمرت من المحكمة المركزية التخفيف من عقاب شلومي عوز، الذي أدين بتهمة تزييف دولارات. ويعتبر شلومي عوز صديقًا لأولمرت وهو صاحب سوابق وقضايا فساد معروفة في إسرائيل.

وذكرت هآرتس أيضًا أنّ أولمرت حافظ في سنوات 1998 ـ 2000 على علاقة طيبة مع شخص يدعى بيني تفين، الذي أدين بتهمة إعطاء المتبرعين لحزب »ليكود« فواتير وهمية تصل إلى ملايين الشكيلات في الوقت الذي أشغل فيه أولمرت منصب محاسب ليكود.

وسجن تيفن مدة ثمانية أشهر. وبعد خروجه من السجن حافظ أولمرت على علاقة طيبة معه. وفي العام 1999 عندما رشّح أولمرت نفسه لرئاسة حزب »ليكود«، كان تيفن وعوز (اللذان أدينا بالفساد والتزييف) من قادة الحملة الانتخابية لإيهود أولمرت.

وكشفت أيضًا عن علاقات جمعت أصحاب السوابق والفاسدين مع أولمرت الذي سعى دائمًا إلى المطالبة من اجل تخفيف أحكامهم. ويظهر هذا أيضًا في العام 2003 عندما طلب أولمرت من المحكمة التي أدانت المقاول شلومو ايزنبرغ التخفيف من الحكم نظرًا »لمساعدة ايزنبرغ لاقتصاد القدس«.

وكشفت الصحيفة عن أنّ أولمرت عندما كان وزيرًا للمالية كان وسيطًًا بين شريكه السابق في مكتب المحاماة أوري ميسر وبين رجل الأعمال أركادي غايدمك (من أصل روسي) في ما يتعلق ببيع فريق كرة القدم »بيتار القدس«.