في أعقاب التوتر الذي أصاب العلاقة السورية اللبنانية منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري يتابع السوريون باهتمام بالغ ما يجري من تطورات على الساحة اللبنانية السياسية كما لو أنها شأن داخلي.

في الآونة الأخيرة وبعد أن أطلقت قوى الرابع عشر من آذار حملتها لإسقاط الرئيس اللبناني إميل لحود المقرب من دمشق، انشد السوريين أكثر من أي وقت لما يجري ورؤوا أن تلك الحملة لا بد أن تصل الى نهاية قد تنهي حكم لحود، في هذه الأثناء انشغلوا بالرئيس اللبناني البديل.

الملفت في متابعة السوريين لهذا الاستحقاق البالغ الأهمية تمنياتهم بوصول الجنرال ميشال عون لسدة الرئاسة اللبنانية رغم كل العداوة السابقة بينه وبين دمشق على خلفية الحرب بينه وبين القوات السورية بداية التسعينات التي انتهت بقيام الطائرات السورية بقصف قصر بعبدا الرئاسي واخراج الجنرال عون منه ثم تثبيت رئيس مقرب من دمشق.

في الموضوع الرئاسي اللبناني وما استجد من تطورات عليه أخيرا كان ملفتا الاهتمام الرسمي الذي توليه وسائل الإعلام الحكومية لما يدلي به الجنرال من تصريحات وخاصة حين تطرقه إلى العلاقة مع دمشق ، يقول صابر فلحوط رئيس اتحاد الصحفيين السوريين " كمتابع أرى أن العماد ميشيل عون رجل وطني وواقعي ويتمتع ببعد نظر وقارئ جيد للمستقبل وأهم ميزاته تشديده على السلم الأهلي ونظافة اليد والاستقرار في لبنان." وأضاف "ما أعجبني به تشديده على ألا يكون لبنان مقرا أو ممرا لأي تآمر على سوريا وتأكيده على ضرورة أن تكون العلاقات اللبنانية السورية متكافئة وهذه مواقف تسجل لمرشح واقعي وعاقل" وختم " لكن قبل كل ذلك يجب القول إن الشعب اللبناني هو من يقرر عبر صناديق الاقتراع من هو الرئيس الذي يريده."

من ناحيتها لا تختلف آراء بعض القوى والشخصيات من المعارضة السورية عن رأي رئيس اتحاد الصحفيين . في هذا الصدد يعتبر المحامي حسن عبد العظيم أحد أبرز المساهمين في وثيقة "إعلان دمشق" والناطق باسم التجمع الوطني المعارض أن "النائب ميشيل عون أفضل رئيس جمهورية للبنان يمكن أن يأتي في هذه المرحلة " لأنه " إنسان إحساسه الوطني عال جدا ولا غبار على عروبته بمعيار الخصوصية الوطنية وهو رجل صاحب مبادئ وغير متقلب رغم أنه أُبعد عن لبنان لفترة طويلة، غير أن ذلك لم ينعكس على سلوكه الوطني وحرصه على المصلحة اللبنانية وعلى العلاقة مع سوريا بحكم روابط التاريخ والجغرافيا والتاريخ المشترك."

واضاف " إن عون رجل يستحق الاحترام بسبب موضوعيته، ومجيئه للرئاسة هو لمصلحة لبنان أولا ولسوريا ثانيا والأمة العربية ثالثا ونحن نؤيد رجال من هذا الطراز وهذا الوزن لأنهم الأقدر على خدمة بلدهم."

أما الكاتب ميشيل كيلو فرأى في الجنرال عون "رجل وطني ولا غبار على هذا، وقد أثبت من خلال الطروحات التي قدمها أنه يعبر عن وجهة نظر وليس شخصا حاقدا أو عميلا كما أشيع سابقا، ولا بد أن نعترف أن شعبيته تتجاوز الوسط المسيحي"

وأكد كيلو "من موقعه كرئيس سيكون للبنان أولا وبهذا المعنى لن يكون عون رئيسا مريحا لا لسوريا ولا لإسرائيل" وختم "لكن قبل أن نقول رأينا فإن الرأي والقرار هو للشعب اللبناني ونحن يجب أن نحترم خياراته."