تحدث تقرير كتبه زئيف شيف ونشرته صحيفة "هآرتس" يوم الاحد الماضي عن حصول مكتب الموفد الخاص للأمم المتحدة الى الشرق الاوسط تيري رود - لارسن على معلومات تظهر سماح الدولة اللبنانية بمرور شحنات من السلاح الى "حزب الله"، الامر الذي دانته الامم المتحدة واعتبرته خرقاً للقرار1559 الداعي الى تجريد الميليشيات المسلحة في لبنان. وقال شيف: "السلاح كان موجهاً الى حزب الله ومصدره ايران وأتى من طريق سوريا. وعمليات تهريب السلاح من سوريا الى لبنان مستمرة منذ سنوات، وعلى ما يبدو بمعرفة السلطات اللبنانية بما في ذلك كاتيوشا وصواريخ بعيدة المدى جرى بواسطتها خلال السنوات الأخيرة بناء النظام الصاروخي في جنوب لبنان ضد اسرائيل. ولكن هذه هي المرة الاولى التي تعترف بها الدولة اللبنانية علناً امام الأمم المتحدة، ولقد جرى نقل السلاح على طريق تقع شمال سهل البقاع وليس على طريق بيروت - دمشق. ويبدو ان الموافقة على مواصلة الشحنات طريقها الى الحزب بعدما أوقفها الجيش اللبناني على حواجزه، أتت من وزير الدفاع اللبناني الياس المر بالتنسيق مع الرئيس اللبناني اميل لحود".

على صعيد آخر توقعت الصحيفة في افتتاحيتها ان يؤدي استمرار سقوط صواريخ "القسام" في اسرائيل الى تصعيد عسكري، ومما جاء فيها: "ليس من السهل على الحكومة الاسرائيلية في هذا الوقت وضع سياسة متماسكة تجاه السلطة الفلسطينية، ليس بسبب الانتخابات القريبة وانما في شكل خاص بسبب الرسائل المختلفة الصادرة عن اصوات تسير في اتجاهات عدة من دون تنسيق في ما بينها.

واذا كان علينا ان نحكم انطلاقاً من الوقائع فان استمرار سقوط صواريخ "القسام" على شمال النقب وعلى مدينة عسقلان لا يبشر بالخير. لقد أصبحت حياة سكان المستوطنات المجاورة لغزة لا تطاق، وعندما ستحصد الصواريخ ثمناً بشرياً لن يكون في امكان الحكومة الاكتفاء برد مدفعي أو جوي محدود. ان اطلاق صورايخ الكاتيوشا ينطوي على احتمال اشعال الوضع وعودة الجيش الاسرائيلي الى غزة وتأجيل اي تعاون مع السلطة الفلسطينية لأعوام عديدة.

ان الذين يطلقون صواريخ "القسام" هم انصار الجهاد الاسلامي، لكن حماس هي القوة المسيطرة في غزة، ولو شاءت وقف الصواريخ لنجحت في ذلك. ان محاولة ادراك ماهية توجهات السلطة بزعامة حماس أمر مستحيل. يتصرف أبو مازن كما لو كان هو الذي يقود السلطة، لكن الانتخابات جردته من القوة. وهو يواصل الاعراب عن تفاؤله رغم الشك بمدى واقعية ذلك، ويعتمد على تقاسم الصلاحيات الرسمية بينه وبين حماس بحيث يواصل هو الاهتمام بالشؤون الخارجية والامن للسلطة وتهتم حماس بالشؤون الداخلية (...) ان الذين اعتقدوا ان الانسحاب من طرف واحد من غزة سيؤدي الى وقف العنف هناك لم يدركوا ان غزة والضفة كيان فلسطيني واحد وحّده الاحتلال. وفي مقابل المطالبة بالاعتراف باسرائيل ووقف العنف ضدها يجب التشديد على معاودة الحوار مع حماس اذا غيرت نهجها. يبدو أبو مازن كأنه يلمح لإسرائيل ان تعطيه القوة كي يوصل حماس الى طاولة المناقشات. واول شرط لذلك وقف اطلاق صواريخ "القسام" التي قد تؤدي الى تصعيد خطر لا يمكن التحكم في نتائجه".