يصل وفد ايراني اليوم الى موسكو لمعاودة المفاوضات بين البلدين في شأن الملف النووي الايراني، مع تأكيد طهران مجدداً حقها في امتلاك التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية.

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً جاء فيه ان الوفد الايراني سيكون برئاسة رئيس مجلس الامن القومي علي لاريجاني و"سيصل الى موسكو في الاول من آذار بناء على دعوة من امين سر مجلس الامن الروسي ايغور ايفانوف". واوضحت ان هدف "زيارة العمل معاودة المشاورات المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني".

وفي طهران، افاد مسؤول في مجلس الامن القومي الايراني طلب عدم ذكر اسمه ان الوفد سيكون برئاسة لاريجاني "شخصيا وسيضم ايضا رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغا زاده".

وتأتي هذه المفاوضات غداة قول الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير ان الجمهورية الاسلامية تواصل برنامجا للوقود النووي وتعرقل تحقيقات الأمم المتحدة التي أثارت شبهات في انها تسعى الى صنع اسلحة نووية.

وتهدف المفاوضات الى حل الازمة الايرانية قبل اجتماع حاسم لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من آذار، في ضوء اتفاق مبدئي اعلنت طهران التوصل اليه الاحد في شأن انشاء شركة روسية - ايرانية لتخصيب الأورانيوم الايراني في روسيا.

ومن شأن تسوية كهذه يدعمها الأميركيون والاوروبيون ان توفّر ضماناً لعدم اقدام الايرانيين على استخدام تقنية انتاج الوقود النووي لصنع اسلحة.

ويرى الغربيون ان طهران تسعى الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء البرنامج النووي المدني. وقد تقرر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السادس من آذار احالة الملف الايراني رسميا على مجلس

الامن.

وأبدى وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، الذي يزور طوكيو، تفاؤله بالتوصل الى تسوية مع روسيا، لكنه دافع عن "حق" بلاده في امتلاك "تكنولوجيا نووية لاغراض سلمية". وقال: "نريد ان تكون لنا الحقوق نفسها التي تملكها اليابان في الحصول على تكنولوجيا نووية لاغراض سلمية".

وكان الوزير الايراني صرح الاثنين بأن من "المستحيل" ان توقف بلاده برنامجها النووي، وكرر ان "ايران لا تنوي امتلاك اسلحة نووية".

وصرح الناطق باسم مجلس الامن القومي الايراني حسين انتظامي أمس ان الاقتراح الروسي غير مقبول الا اذا كان في وسع ايران مواصلة نشاطات "الابحاث" المتعلقة بتخصيب الاورانيوم. وقال ان نجاح الاقتراح الروسي مرتبط بشموله "ضماناً لتسليم الوقود النووي الى ايران واتاحة مواصلة نشاطات الابحاث والاعتراف بحق ايران في القيام بالتخصيب على نطاق واسع".

الا ان المفاوضات توقفت الاحد عند نقطة اساسية تعذر احراز اي تقدم فيها هي وجوب تعهد طهران وقف أي نشاط لتخصيب الأورانيوم. واوضح انتظامي انه "على رغم تصميمها على القيام بالتخصيب على نطاق واسع، فان طهران تفضل حاليا مواصلة نشاطاتها النووية على مستوى الابحاث التي بدأت قبل شهرين". وانتقد "بعض الطلبات من اجل تعليق نشاطات تخصيب الاورانيوم، فيما لم تبدأ ايران بعد، على رغم حقها القانوني، التخصيب الصناعي".

ونقلت وكالة "ايتار – تاس" الروسية الرسمية عن "مصدر في موسكو مطلع على سير المفاوضات الروسية – الايرانية" ان روسيا "متفائلة بحذر"، مشيرا الى عدم احراز "اي تقدم نوعي" الاحد في ايران.

بيجينغ

وفي بيجينغ، اكد الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيانتشاو ان بلاده تؤيدتخصيب الاورانيوم الايراني في روسيا وانها مستعدة "للقيام بدور بناء" من أجل التوصل الى اتفاق. وقال: "نرغب في رؤية مثل هذا التعاون الايراني – الروسي ونرغب في الاضطلاع بدور بناء". وأوفدت الصين، التي لها مصالح اقتصادية في ايران، الى طهران في نهاية الاسبوع الماضي نائب وزير الخارجية لو غونغ للبحث في الازمة النووية. وقال الناطق الصيني ان لو أمل خلال الزيارة ان "تبدي ايران والاطراف الآخرون ايجابية ومرونة من اجل ايجاد الظروف المناسبة لحل من طريق التفاوض الديبلوماسي". واضاف: "ابدى الجانب الايراني استعداده للمضي في تعاونه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهو يسعى الى العمل مع الوكالة بحثا عن الحل المناسب".

وكان وزراء الخارجية لدول الاتحاد الاوروبي جددوا الاثنين دعوتهم ايران الى "تعليق كامل لكل نشاطاتها المرتطبة بالتخصيب"، في حين أبدى البيت الابيض "شكوكه" في حسن نيات طهران، مذكرا باجوائها سابقا الى اخفاء معلومات عن برنامجها.