اقترح عوزي بنزيمان في "هآرتس" امس على اسرائيل مد يدها للسلام الى حركة "حماس" وتحميلها المسؤولية في حال رفضها التجاوب. وننقل بعض ما جاء في المقال:

"... اسرائيل لا تمد يد السلام الى حماس، وبدلاً من ذلك هي توبخها على فوزها في الانتخابات. ولقد دفعت هذه الخيبة بحكومة اولمرت المبتدئة الى سلسلة من اجراءات غير اخلاقية وغير مفهومة وغير مفيدة.فالحظر الذي اعلنته اسرائيل على الفلسطينيين هو تأكيد جديد على ان الغضب هو أسوأ ناصح. فغضب متخذي القرارات في القدس من الانقلاب في السلطة الفلسطينية أدى الى التخبط والوقوع في تناقض داخلي والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي وخلق جو من الحيرة والاضطراب. والمطلوب من اولمرت ان يسارع الى بلورة خطة عمل منسجمة مع الواقع الداخلي وفرضها على زملائه. وبذلك لا حاجة الى ان ننظف خلف وزيرة الخارجية تسفي لفنه التي سارعت الى القول بطريقة لا تليق بوزيرة خارجية ان محمود عباس لم يعد ذا صلة، ولن تكون هناك حاجة الى الخروج منتصرين من المواجهة مع حماس في الحصول على تأييد المجتمع الدولي، او المداورة بشان تحويل الاموال.

كل ما على اسرائيل ان تفعله هو اعلان انها مستعدة لاجراء مفاوضات سلام مع الزعامة الفلسطينية اذا رغبت "حماس" في المجيء الى طاولة المفاوضات فأهلا وسهلا، واذا رفضت فانها تتحمل هي النتيجة. على الحكومة ان تجلس صامتة وتترك الفرصة لـ"حماس" لترهق في ادارة شؤون السلطة وتأمين الخبز والعمل للسكان، واستجابة مطلب اطلاق الاسرى وتطبيق القانون والنظام على الميليشيات المسلحة المتنازعة، ومواجهة ردود الفعل العسكرية الاسرائيلية على الهجمات واطلاق صواريخ "القسام"، والاستعداد للاجراءات الدولية القاسية ضدها في حال قيامها بخطوات غير مسؤولة.

الرأي السائد دائرة متخذي القرارات السياسية في القدس ان هذا تحديدا ما تفعله اسرائيل. فالمسؤولون يراقبون ببرودة ما يحدث في السلطة من دون ان يتدخلوا. وهذا هو خطأ من لا ينظر الى المشهد. يبدو اولمرت ومجموعته ومستشاروه (بينهم رئيس الاركان، ورئيس الشاباك، وخبراء وزارة الدفاع) كما لو اصابهم مس من الجنون بدلا من ان يظهروا صلابة وثقة بالنفس. وهم يعتقدون ان في امكان اسرائيل التدخل من اجل تغيير الحقائق السياسية في السلطة، وان الرسائل اللفظية الحادة ستقنع العالم بعدم تدمير الجدار غير الشرعي الذي اقامته، وحاليا يعتقدون انهم سيمنعون بالقوة توطيد "حماس" لسلطتها خشية ان تنشر في الضفة الغربية شبكة صواريخ مشابهة لتلك التي اقامها "حزب الله" على الحدود الشمالية.

من الصعب تجاهل عقيدة حماس والخطر الامني الكامن في توجهها تجاه دولة اسرائيل ولا مجال للاستخفاف بالخطر".