نضال الخضري

لحظة هيجان ذكوري تعيد رسم السماء فوقي، وتكرر التجربة التي هربت منها قبل ألف عام، وأواجهها في أكثر المساحات تفاؤلا أو في المجال الذي اعتقدت أنه صورة لما بعد الحداثة، فاكتشف أن خلف البريق سيف حاد أو سكين تلمع، وأن جريمة التشرف يمكن أن يرتكبها أي شخص حتى ولو كان نتاج "فكر جديد" أو حتى "الإنسان – المجتمع"، فأدور من جديد في فلك البحث عن ذات أنضوي تحتها دون أن أسأل من سيحميني؟!

جريمة ثلاثية ... صورة ثلاثية لتعاقب الموت حتى داخل من كنا نحلم بأنهم قادرون على خلق الأفق الجديد، لكن جريمة الشرف أقوى من ادعاء "الذكورة" بأنها قادرة على التحرك تحت غطاء "المجتمع الجديد"، حيث أشتم من القول الصارخ حمى "الحارات الدمشقية" والقدرة على تحويل الحداثة إلى "أوداج" منتفخة، فهل الجريمة الثلاثية ضد إناث من خارج عالمي؟!!

لن أتوارى خلف الضباب ... لن اعتبر أن الإيمان الذي شدني يوما قتل في لحظة حمى الدم، أو تحت ستار قانون أرعن ... فقضيتي في داخل وليس فيمن يدعون أن "النهضة" مصطلح ذكوري أصبح لفظا يحمل الأنوثة بالصدفة، فالمسألة أكبر من وجود سفاحين داخل فلكي أو دائرتي أو النطاق الذي تبنيته يوما ثم اغتالني بجريمة ثلاثية.

عصر جرائم الشرف مستمر في داخلي، لأن الأزمنة تختصر خصر الأنثى بمساحة مجهولة بتفكير ذكر موجود في مجال فكري أو جرمي .... وجرائم الشرف مستمرة ليس لأن "الخطيئة" و "الرذيلة" متفشية في "آخر الزمان" أو لأن "علامات الساعة اقتربت"، بل لأننا هواة من عصر الجنون في قحط الصحراء، يستهوني الدم الأنثوي من "البكارة" إلى قطع الأعناق.

اهتز ... وأجمد ... ثم أعرف أنني لن أسلم من جرائم الشرف حتى لو دخلت عصر "المجتمع الجديد"، لأن الصورة باقية ... والمجتمع الجديد ولد صورة عن عنترة العبسي ... عن الشوارب الملفوفة كدليل على ذكورة عقيمة ... أو أسلحة مخبأة في الصدر كتعويض عن الهزائم المتكررة ... أما من يحميني بعد "الجريمة الثلاثية"؟!! إنه سؤال برسم "المجتمع الجديد" .... برسم من يستطيع أن يهرب من الماضي نحو المستقبل.