داعس ابو كشك

لقد شكلت الوحدة الوطنية الفلسطينية على مدار سني نضال الشعب الفلسطيني ثابتا استراتيجيا من اجل تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني المتمثلّ ف خلاصه من الاحتلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ان الشعب الفلسطيني لا يمتلك الصواريخ العابرة للقارات ولا الطائرات ولا البوارج الحربية ولا الاسلحة الفتاكة التي يمتلكها الاحتلال الاسرائيلي وانما يمتلك ارادة صلبة وهامة شامخة في الدفاع عن حقوقه المشروعة, وهو في ذلك يسجل في سفر النضال العالمي اروع صفحات النضال الفلسطيني لما يمتاز به هذا النضال من كفاح مستمر في سبيل الوصول الى استعادة حقوقه وان يكون له مكان تحت الشمس اسوة بشعوب العالم.

ان التجربة النضالية للشعب الفلسطيني هي تجربة مميزة تختلف عن كل ثورات العالم لما لها من خصوصية انفرد بها هذا الشعب سواء في اساليبه النضالية وفي تشبثّه في ارضه متحديا كل اشكال القمع والحصار وفي وحدته الوطنية سواء في خارج الوطن او في داخله , حيث استطاع هذا الشعب وبفصائله المناضلة ان يجسّد وحدة البنادق في زمن المد الثوري , وقد عبدّت تلك الوحدة عودة جزء من شعبنا الى ارضه واقيمت السلطة الوطنية الفلسطينية على تراب الوطن تحقيقا لبرنامج النقاط العشر التي توصل اليها المجلس الوطني الفلسطيني في عام 1974.

ولقد تعرضت السلطة الوطنية الفلسطينية الى هجمة شرسة من قبل الاحتلال الاسرائيلي الذي حاول شلّ عملها وفرض الحصار على الرئيس المرحوم" ياسر عرفات" الذي جسّد نضاله عظمة هذا الشعب في التصدي لكل الحلول التصفوية والابقاء على الثوابت الوطنية الفلسطينية حيث لا يوجد أي فلسطيني يتناقض موقفه مع تلك الثوابت.

واليوم ونحن على ابواب عهد سياسي جديد بعد تكليف حركة حماس بتشكيل الحكومة الفلسطينية العتيدة وما شكل ذلك من تداعيات محلية واقليمية وعالمية فان الامر بات يتطلّب الى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع قيادة الشعب الفلسطيني نحو تحقيق طموحاته وبرنامجه الوطني, فالوحدة الوطنية هي خشبة خلاصنا وان التباكي عليها دون العمل من اجل ترجمتها على ارض الواقع تبقى شعارا يحلقّ في الهواء.