المستقبل

ومشعل يشدّد على الانسحاب من أراضي الـ67

موقفان يمكن تسجيلهما في اليوم الاول لزيارة وفد "حركة المقاومة الاسلامية" (حماس) الى موسكو: الأول متوقع وبمثابة طلب روسي للحركة بالاعتراف بإسرائيل واحترام كل الاتفاقات التي وقعتها السلطة الفلسطينية معها، والثاني شبه اعتراف من قبل "حماس" بخطة "خارطة الطريق" التي وضعها "الرباعي الدولي" لإرساء السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، عبر اتهام رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" ورئيس وفدها خالد مشعل، اسرائيل، بتجميد تنفيذ الخطة، مشيرا الى ان "لا سلام" من دون ان تنسحب اسرائيل من الاراضي المحتلة عام 1967.
ونقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه وفد "حماس"، تأكيده ضرورة ان تعترف الحركة بإسرائيل، كما نقلت الوكالة ذاتها ووكالة "ريا نوفستي" عن لافروف قوله ان "حماس" وافقت على اشراف دولي على موازنة الحكومة الفلسطينية من دون ان تعطي الوكالتان تفاصيل اضافية.وقال لافروف عقب المحادثات انه شدد على ضرورة احترام جميع وجهات النظر التي طرحتها اللجنة الرباعية. ونقلت "انترفاكس" قوله "وهذا يعني قبل كل شيء ضرورة الالتزام بالاتفاقيات القائمة والحاجة الى الاعتراف بحق اسرائيل في الوجود كشريك في المفاوضات وضرورة رفض جميع السبل التي تعتمد السلاح في حلّ القضايا السياسية".
وكان لافروف صرح قبل بدء الاجتماع، "نأمل ان تقدم حماس بصفتها قوة سياسية مهيمنة في البرلمان الفلسطيني، مساهمتها في انجاز كل الاتفاقات السابقة".
وعقب مشعل بعد الاجتماع بالقول ان المحادثات التي اجراها الوفد مع الوزير الروسي كانت "جيدة وبناءة ومنفتحة". وطالب اسرائيل بالانسحاب من الاراضي المحتلة منذ العام 1967والسماح للاجئين بالعودة اذا ارادت السلام. وقال "لا يمكن ان يحصل سلام" مع اسرائيل طالما انها "تحتل" اراضي فلسطينية.
وكان اتهم اسرائيل في تصريح سبق الاجتماع بتجميد "خارطة الطريق"، وقال بعد وصوله الى مطار "شيريميتييفو 2" في موسكو "اسرائيل هي التي جمدت خارطة الطريق والادارة الاميركية هي التي تراجعت عن منطق خارطة الطريق لمصلحة خطة (ارييل) شارون لفك الارتباط من طرف واحد"، معتبرا ان "الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي وعلى اسرائيل ان تعترف بالحقوق الوطنية الفلسطينية".
وأكد مشعل الذي يرأس وفد حماس في زيارة تستمر 3 أيام، أن حركته تتطلع إلى البدء بحركة تواصل مع المجتمع الدولي من خلال الزيارة التي يقوم بها إلى موسكو، وأنها تريد استمرار المفاوضات السلمية. وقال "إن التواصل مع المجتمع الدولي يشكل أولوية مهمة بالنسبة لنا، ونرى زيارتنا إلى موسكو إحدى عواصم القوى العظمى العالمية، بداية لهذه الاتصالات".
وذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء أن مشعل قال إنه يريد إيصال رسالة حول موقف "حماس" من قضية الشرق الأوسط إلى العالم عبر روسيا التي تمثل المجتمع الدولي كعضو في اللجنة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وعن تأليف الحكومة الفلسطينية المقبلة قال "إن شاء الله قريباً تتبلور الرؤية لتأليف الحكومة على قاعدة ائتلاف وطني واختيار اصحاب الكفاءة والنزاهة".
وفي ختام المحادثات بين لافروف ومشعل، أفاد بيان لوزارة الخارجية الروسية "أكدت حماس استعدادها لعدم التخلي عن اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم تبنيه في اذار (مارس) 2005 على اساس الفهم بأن اسرائيل ستمتنع أيضا عن اعمال العنف".
ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية عن السفير الأميركي لدى موسكو ويليام بيرنز قوله إن واشنطن تأمل أن تكون روسيا قادرة على إقناع حماس بالاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف. وقال بيرنز إنه "من المهم جداً إعلان الحكومة الروسية أنها من خلال محادثاتها مع حماس ستلتزم بالقرارات التي توصلت إليها اللجنة الرباعية"، فيما وصف الأمين العام لمجلس أوروبا تيري دافيس دعوة "حماس" لزيارة موسكو بأنها خطوة بناءة، ولم يستبعد دعوة الحركة لزيارة المقر العام لمجلس أوروبا في ستراسبورغ في المستقبل، موضحاً أنه لم تبحث هذه المسألة لغاية الآن.
وقد فرّقت الشرطة الروسية بضعة متظاهرين تجمعوا بالقرب من السفارة الفلسطينية في روسيا للاحتجاج على زيارة وفد "حماس". ومنع رجال الشرطة الذين كانوا اكثر عددا من المتظاهرين نحو عشرة ناشطين من احدى المنظمات اليهودية في روسيا.
وغداة الزيارة، تلقى الرئيس المصري حسني مبارك اتصالا هاتفيا امس من الرئيس الروسي، وتم خلال الاتصال بحث جهود السلام فى الشرق الاوسط والمستجدات على الساحة الفلسطينية.
وأكد الكرملين في بيان "ان الرئيسين بحثا الوضع في الشرق الاوسط ولا سيما على ضوء اتصالات العمل التي بدأت اليوم (أمس) مع قيادة حركة حماس الفلسطينية" في موسكو.