النهار
ولافروف يربط التسوية بتعليق التخصيب

أعلن وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي والالماني فرانك – فالتر شتاينماير في فيينا امس ان المحادثات بين ايران والترويكا الاوروبية لم تسفر عن اتفاق على الملف النووي الايراني، بينما رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان تسوية سلمية لهذا الملف "لا تزال ممكنة"، شرط ان تعاود الجمهورية الاسلامية تعليق تخصيب الاورانيوم.

وصرح الوزير الالماني بعد لقاء الترويكا الاوروبية، فرنسا والمانيا وبريطانيا، رئيس مجلس الامن القومي الايراني المكلف الملف النووي علي لاريجاني بان "المحادثات كانت بناءة، لكنها لم تتح التوصل الى اتفاق".

وأبدى نظيره الفرنسي أسفه "لكون ايران غير مستعدة اليوم لتلبية طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، وقال: "ندعوها الى تلبية تلك الطلبات من دون تأخير".

ولا تزال المواقف متباينة بين الغربيين الذين يطالبون بوقف نشاطات تخصيب الاورانيوم لانها قد تكون لاغراض عسكرية، وطهران التي تتمسك بحقها في الطاقة النووية المدنية.

وشدد دوست – بلازي على ان "التعليق الكامل للنشاطات المرتبطة بتخصيب الاورانيوم، بما فيها الابحاث والتطوير، يشكل مفتاح اي حل. انها مشكلة ثقة".واضاف: "انه شرط بسيط وشرعي لا يضر بتطور ايران، ولكن ويا للاسف لم نتوصل الى اتفاق على هذه النقطة مع لاريجاني".

ووصفت هذه المحادثات بانها محادثات الفرصة الاخيرة قبل ثلاثة ايام من اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي قد يوصي مجلس الامن باتخاذ اجراءات في حق طهران.

لكن الايرانيين ابدوا اثر اللقاء تفاؤلهم بمواصلة المفاوضات مع الترويكا الاوروبية، مؤكدين انهم اتفقوا مع موسكو على "اطار مشترك" في شأن الملف النووي. وقال مسؤول ايراني بعد المحادثات: "مع اخذ مناخ المفاوضات في الاعتبار، ستتواصل المناقشات على الارجح على مستوى رفيع في الاطار المتفق عليه" مع الاوروبيين. وهو كان يشير بذلك الى المفاوضات مع موسكو في شأن مشروع تسوية روسي لتخصيب الاورانيوم الايراني، واوضح انه "خلال المفاوضات امس (الخميس) في موسكو، اتفقت ايران وروسيا على اطار مشترك لمعالجة المشكلة النووية الايرانية وابقائها في اطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وان الجانبين "اتفقا ايضا على اجراء مناقشات مع الاطراف الآخرين وخصوصا الترويكا الاوروبية".

لافروف

لكن لافروف اشترط للاتفاق ان تعاود ايران تعليق تخصيب الاورانيوم. وقال ان "هناك دائما امكانا للتوصل الى اتفاق. اذا تمت الموافقة على كل عناصر المفاوضات، بما فيها موضوع تعليق تخصيب الاورانيوم (في ايران) ومسألة البروتوكول الاضافي (الذي يوسع اطار اعمال تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران)، فان النتيجة ستكون ايجابية".

واشار الى ان "الاتصالات بين جميع المشاركين في الجهود لمعالجة المشكلة ستستمر"، وان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك سيتوجه قريبا لمواكبة الاتصالات قبيل اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وشدد على انه "عند مناقشة القضية في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ينبغي ان نتخذ قرارات لا تسيء الى ظروف عمل الوكالة في ايران".

أحمدي نجاد

وفي كوالالمبور، خلص الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى ان تعامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مع طهران ذو اسباب سياسية. وقال: "غالبية المنظمات الدولية باتت، ويا للاسف، منظمات سياسية ونفوذ القوى الكبرى يمنعها من اتخاذ قرارات نزيهة ذات سند قانوني... معاملة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لايران وراءها اغراض سياسية".

واكد الرئيس الايراني ان بلاده سعت الى المحادثات في فيينا، لكنها لن تقبل بان يفرض عليها شيء قائلا: "لا نسعى الى اي مواجهة ونؤمن بالحوار، ولكن اذا اراد بعض الاطراف ان يفرضوا شيئا على بلادي، التجربة علمتني وعلمتهم ان الامة الايرانية ستجعلهم يندمون... نحن مستعدون للحوار والتعاون مع الجميع باستثناء واحد هو النظام الصهيوني".
اتفاق بوش النووي مع الهند يستفز الجوار: