نضال الخضري

كنت اعتقد أن الحياة ستتركني للحظة أفكر بالأسماء التي رُميت أمامي وكأنني أمام عملية قنص من العصور الوسطى، أو حتى التفكير بأن "جرائم الشرف" تنتمي لمجال أتخيله فقط، لكنني مضطرة لمواجهة نفسي قبل كل شيء، والاعتذار من الأجساد المسحوقة مهما علت ذنوبها ... وحتى من البرود الذي لف الجميع وكأن الحدث ينتمي لعصر "الجاهلية".

جرائم الشرف "تهذيب" أخلاقي، لأن المجرم يريد التعسف في استخدام حقه و "تخليص" البشرية من الأخطاء والخطايا، وجرائم الشرف تحيى مثل القوارض في جنح الظلام وتنمو في عتمة الثقافة التي نحاول طمرها داخل أنفسنا.

لكننا بالفعل نحتاج إلى ألوان جديدة كي تصبح الثقافة مزينة كقوس قزح وليس كشواهد القبور التي تضم ضحايا "الثأر" و "الجنون" و "جرائم الشرف". فالألوان جديدة لا تحتاج إلى ذكور بشوارب تتهدل على الفم، ولا إلى مساحات من الفتوحات داخل عالم الإناث. فقوس قزح لا يظهر داخل العتمة التي ندفن نفسنا بها، وربما علي اقتراح الصمت الأبدي عن "الجرائم" والبحث من جديد عن الأفق الاجتماعي الذي لم يستطع استيعابنا، فأنتج مجرمين على سياق "الجريمة الثلاثية" التي لا نستطيع الهروب منها.

أحيانا أحاول التواري ... أو التوقف على تاريخ كامل اعتقدت أنه الأمثل ... ألم أنتمي يوما لمجال أنتجني، وبعد عشرات السنين أنتج صورة الظلام التي أهدتني الجريمة الثلاثية .... فأهرب من التفاصيل نحو العنوان العريض، وباتجاه تقديس الحياة مهما كان الذنب، لأن من يقرر الجريمة والعقاب هو النظام القضائي ... ومن يحاول اغتصاب حقنا في الحياة لا يقتل فقط "أخوته الثلاث" دفعة واحدة، بل ينتهك حقنا في المستقبل وفي ضمان الأمان الذي يتيح لنا الحياة في بيئة أفضل وحياة نرسمها كقوس قزح دائم.