الرأي العام

مزارع شبعا و«جنسيتها» وسبل استردادها، السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، مصير سلاح «حزب الله» وافقه و«الضمانات المتبادلة» في شأنه وحدود «استخدامه»، آليات تنحية الرئيس اميل لحود و«المشروع السياسي» للعهد الذي يليه,,, اربعة عناوين يراوح حولها النقاش في مؤتمر الحوار اللبناني الذي انعقد في يومه الثالث، امس، على مدى جلستين صباحية ومسائية.
ومن اصل ست جلسات حتى الان توجت جلسة واحدة بـ «اتفاق» وهي الاولى التي كانت خصصت لـ «الحقيقة» في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري حيث تم وبالاجماع تبني قرار الحكومة بتشكيل محكمة ذات طابع دولي وتوسيع التحقيق الدولي في الجرائم الاخرى منذ الاول من اكتوبر عام 2004 .
ففي جلستي، امس، وعلى مدى الجلسات السابقة استمرت المناقشات تدور حول القرار 1559 ومندرجاته عبر مداخلات مفتوحة تميزت بالصراحة والعمق مما جعلها اشبه بـ «مكاشفات» متبادلة وضعت الهواجس المتقابلة على «الطاولة المستديرة».
ورغم عدم التوصل الى اتفاقات حاسمة حول العناوين الاربعة، فان الحوار الماراثوني على مدى الايام الثلاثة، افضى الى مقاربات مشتركة في شأن بعض المسائل، كـ «الاجماع» حول ضرورة التغيير الرئاسي والاتفاق على القرارات الحكومية المعلنة في شأن السلاح الفلسطيني.
وكان حوار الاقطاب الـ 14 امس بدأ في جولة خامسة قرابة الحادية عشرة قبل الظهر في أجواء هادئة، وانتهت في الثالثة الا ربعاً، وقال النائب سعد الحريري لدى مغادرته «ان الاجواء ايجابية وممتازة والحوار جدي في كل الامور، ولبنان يشهد اليوم مشهداً جديداً, وما يتوقعه اللبنانيون من الحوار هو شيء ايجابي، والاكيد اننا نريد ان نتفق»,
اما النائب العماد ميشال عون، فقال: «المشكلة الأصغر عمرها 30 عاماً، فلذلك اعطونا 30 ساعة وكل شيء قابل للنقاش, ما يحصل ليس فقط جدالا، وعلينا أن نحدد مكامن العطل، وأنا متفائل, تم شرح كل شيء وعلينا أن نستجمع الآراء، ويجب ألا نقف عند نقطة واحدة»,
واعلن ان «الرئيس (نبيه) بري هو المولج رسمياً بإعلان نتائج الاجتماعات، وأنا ملتزم تماماً هذا الموضوع», وعن وثيقة التفاهم مع «حزب الله» قال: «غداً تقارنون بين الورقة ومضمون الاتفاق وتلاحظون اذا كان هناك تطابق أو لا».
أما رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فقال «ان القصة طويلة والبحث سيطول», سئل: علام اخلتفتم وعلام اتفقتم؟ قال: «هل نأكل جبنة او نأكل لبنة», سئل: ألا تخشى الخلاف؟ اجاب: «لا», سئل: هل صحيح انك طلبت ملفاً عن الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية؟ وما هو الهدف من هذا الطلب؟ رد: «يجب أن نناقش هذا الملف انطلاقاً من معطيات واضحة ودقيقة، لأن المواضيع مطروحة بجدية ونحتاج الى الوقت الكافي», وعن ملف الرئاسة قال: «ملف الرئاسة لا يزال يدرس كما تعرفون، أما بالنسبة الينا فهو محسوم عندنا اصلاً ورأينا معروف، والرئيس بري هو الذي يصرح عنا ونحن نلتزم سرية المداولات».
واعلن الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، ان علاقته بايران «روحية»، مؤكدا انه لن يجعل من الجنوب «هانوي من اجل مزارع شبعا».
وانعقدت في السادسة والنصف مساء جلسة «ليلية» توجت بمؤتمر صحافي «سريع» للرئيس بري الذي عاود التأكيد على المناخ الايجابي للحوار الدائر بين وجهات النظر المتنوعة.
واحيطت المناقشات في جلستي امس بـ «تكتم شديد» لالتزام المتحاورين بالاتفاق على ترك الكلام «المباح» لبري غير ان ما رشح يشير الى «نصف اتفاق» حول «نصف القضايا المثارة»، فثمة اتفاق على «تغيير لحود» من دون بلوغ حد الاتفاق على المرحلة التي ستليه، اتفاق على السلاح الفلسطيني من دون بلوغ حد التفاهم على سلاح المقاومة، الاتفاق على لبنانية مزارع شبعا من دون الاتفاق النهائي على سبل توثيق لبنانيتها والياته.
ومساء، أعلن بري في ختام الجلسة المسائية ان «قطار الحوار ماضٍ إلى الوحدة الوطنية»، وأضاف ان «المؤتمر سيعاود جلساته الاثنين (غداً) لمناقشة كل بند، والاتفاق حوله».
وتقاطعت مواقف المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني «على الطاولة» او في «الهواء الطلق»، عند تأكيد «ايجابية» الأجواء التي تسود النقاشات الجارية خلف «الأبواب الموصدة» في مقرّ البرلمان في «ساحة النجمة» حول البنود الخلافية التي صارت منذ أشهر «نجمة الساحة» السياسية اللبنانية المزدحمة بـ «رزمة» استحقاقات و,,, «روزنامات».
,,, وفي اليوم الثالث على جولات «المصارعة والمصارحة» بالحوار الذي دعا اليه رئيس البرلمان نبيه بري، ركّزت مواقف ممثّلي الأقطاب المتحاورين على التمسّك بأهمية جلوس اللبنانيين «وجهاً لوجه» على الطاولة من دون اي توجيه خارجي، وعلى نفي ما تردد عن حصول «مقايضة» بين رئاسة الجمهورية وسلاح «حزب الله» ومزارع شبعا، مع تمني ان تتحوّل هذه «المحطة التاريخية» تاريخاً مفصلياً لن يكون بعده كما قبله,
وقال وزير «تيار المستقبل» احمد فتفت: «كنا نأمل ان يحصل هذا الحوار بدعوة من رئيس الجمهورية حرصاً على الاجماع الوطني, لكننا اليوم امام رئيس طرف في الصراع، ونتوجه اليه اليوم كما توجهنا اليه في جلسة مجلس الوزراء، بكل احترام لموقعه بان ما زال امامه باب للعودة الى التاريخ، ومثال الرئيس بشارة الخوري ما زال ماثلاً, فهو رغم كل ما تعرض ورغم المعارضة الشعبية التي أدت الى استقالته، حفظ له الشعب اللبناني انه رجل الاستقلال والسلم الاهلي عندما أنقذ الوحدة الوطنية واستقال، ولبنان في حاجة الى موقف شجاع ويتعالى على الطموحات الشخصية، ويؤكد ان هذا البلد اهم من شخص وكفاه معاناة وخسائر وضحايا ودماً ودموعاً, وآن لك (الرئيس لحود) ان تتجاوب مع الارادة الشعبية او على الاقل مع الاشكالية التي يشكلها وجودك في قصر بعبدا».
وفال وزير «القوات اللبنانية» جو سركيس ان رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع «في المواجهة لإسقاط لحود بالاتفاق مع حلفائه، لان موقع رئيس الجمهورية يمثل في التوازن الوطني الواجهة المسيحية، مع ان هناك شريحة اخرى من المسيحيين يتزعمها العماد ميشال عون ترفض هذا الامر».
ورأى ان ما رشح عن اجتماعات الحوار، ان «المتحاورين توصلوا الى اتخاذ قرار بالاجماع بإنهاء ولاية الرئيس لحود», ونفى حصول مقايضة على رأس لحود مقابل التخلي عن القرار 1559 وسلاح المقاومة.
واعتبر نائب «حزب الله» حسن فضل الله «ان الجميع خرجوا بالامس من الحوار وهم مقتنعون بان مزارع شبعا لبنانية ويجب ان تعود الى السيادة اللبنانية».
واوضح نائب حركة «امل» علي حسن خليل ان «هناك شبه اصرار وتمن من الرئيس بري ليخرج المؤتمر اليوم باتفاق على بند واحد على الاقل من بنود الـ 1559».
ونفى حصول مقايضة بين ملف رئاسة الجمهورية والقرار 1559 والمقاومة ومزارع شبعا.