الشرق الأوسط»

قال إن أميركا تمنع تعزيز العلاقات بين دمشق وبغداد

قال الرئيس السوري بشار الاسد إن فوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية خفف الضغوط على سورية، لانه أدى إلى حدوث تحول في الخطاب السياسي الغربي. جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الاسد بمناسبة افتتاح أعمال الدورة الرابعة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بعنوان «دورة نصرة سورية ولبنان» بمشاركة 400 شخصية يمثلون 110 أحزاب من 15 دولة عربية، ونقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية. وقال الاسد إن فوز حماس «خفف الضغوط وسيخفف الضغوط عن سورية على الاقل ما يقال الان في الخطاب السياسي الغربي حماس ربحت الانتخابات.. لم يعودوا يقولون حماس الارهابية.. إن هناك نقاطا إيجابية منها انتصار المقاومات التي ستسهل علينا كحكومات ان نسير بهذا النهج، أن نتابع السير به». وأكد أن فوز حماس هو «نقطة قوة يجب أن تستثمرها لتقوية الموقف العربي باتجاه عملية السلام». وأضاف إن فوز حماس ليس فوزا لفصيل «إنه انتخاب لنهج المقاومة.. هكذا علينا أن نفهم هذا الفوز».
وحول مطالبة بعض الدول الاوروبية والعربية حماس بضرورة الاعتراف بإسرائيل قال الاسد: «لماذا لم يطرحوا نفس الكلام على إسرائيل.. لاحظوا لعبة المعايير المزدوجة التي نراها في كل مرحلة.. على حماس أن تنزع السلاح وعلى إسرائيل أن تستمر بحمل كل أسلحة العالم لقتل الفلسطينيين». وأكد أن الاعتراف مرتبط بعودة الحقوق كاملة «لا يجوز أن يكون الاعتراف مجانا هبة لاسرائيل لكي يرضى علينا الغرب». وقال «نريد علاقة جيدة ونسعى لعلاقة جيدة مع كل التيارات الفلسطينية.. الفصائل في الداخل.. في الخارج.. علاقتنا جيدة مع الرئيس محمود عباس ونتحدث معه بصراحة.. وقلنا له إن ما يهمنا هو وحدة الفلسطينيين». وأشار إلى ضرورة استمرار تقديم الدعم للسلطة الفلسطينية معربا عن اعتقاده أن القمة العربية القادمة ستأخذ قرارا في هذا المجال.

وحول العراق قال الاسد «بكل وضوح نحن نعتقد أن قوات الاحتلال الان هي أحد أسباب الفوضى عن قصد.. عن غير قصد»، مضيفا أن الانسحاب العاجل لقوات الاحتلال أصبح «ضرورة ملحة». ودعا العراقيين لان يتوحدوا حول هذه النقطة، مضيفا أن «الوضع بعد الانسحاب سيكون أفضل وأقل ضررا وأقل خطرا على مستقبل العراق من الوضع الذي نراه الان». واتهم الاسد الولايات المتحدة الاميركية بأنها تعيق أي محاولة سورية لتعزيز العلاقات مع العراق قائلا: «حاولنا كثيرا أن نعزز العلاقات مع الحكومة العراقية.. ولكننا لم ننجح إلا بمقدار بسيط جدا بسبب ضغط الاميركيينش. وأكد أن سورية لا تتدخل في الامور الداخلية للشعب العراقي ولكن ما يهمها هو وحدة العراق أرضا وشعبا «لانه من دون وحدة العراق لن تتحقق الاهداف الاخرى».

وأكد الرئيس السوري أن غياب الأمن والاستقرار من العراق سيؤدي الى نتائج سياسية سيئة وكارثية عليه، لافتاً إلى أن سورية دعمت العملية السياسية في العراق بمعزل عن وجهات النظر من هذه العملية، موضحا انها دعمت الانتخابات وقدمت التسهيلات الممكنة، كما حاولت تعزيز العلاقات مع الحكومة العراقية غير أنها لم تنجح الا بمقدار بسيط جدا بسبب ضغط الاميركيين الذين منعوا المسؤولين العراقيين من استقبال الوفد السوري الذي بقي في بغداد سبعة أيام.

وعن موضوع ارسال قوات عربية الى العراق تساءل الرئيس الأسد «من أجل ماذا تذهب هذه القوات؟ هل من أجل تحرير العراق من قوات الاحتلال؟». وأضاف «ستذهب من أجل خدمة مشروع الاحتلال أو من أجل اخراج هذا الاحتلال من المستنقع الورطة التي يعيش بها الآن ».

وحول لجنة التحقيق الدولية في حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قال الاسد «لجنة التحقيق الاولى... فضحت على المستوى العربي والعالمي بتسييسها وبعدم مهنيتها.. تعرفون بأنهم فشلوا في المحصلة ونتيجة الفضائح الكثيرة التي سقطت فيها عملية التحقيق ومن يقف وراءها من لبنانيين أو أجانب أو بعض العرب ضربت المصداقية». كما دعا الاسد الاوروبيين للعب دور أكثر فاعلية في المنطقة، مشيرا إلى أن الدور الاوروبي غير موجود الان وقال: «يجب أن تأخذوا دورا ويجب أن تقنعوا أنفسكم بأن لكم دورا مكملا للولايات المتحدة ولكن ينطلق من ثقافتكم وعلاقتكم التاريخية بمنطقتنا وليس بدور ساعي البريد أو المسوق للسياسة الاميركية».