نشرت صحيفة "هآرتس" مقالا امس كتبه يوسي ميلمان عن القدرة النووية الايرانية بعنوان "ايران والقنبلة"، ننقل اهم ما ورد فيه: "الاجابة عن السؤال متى تمتلك ايران سلاحا نوويا هي اجابة تقنية واستخبارية في آن واحد، والمخفي اكثر من الظاهر. الحصول على السلاح النووي يتطلب ارادة وقدرة، وفي ما يتعلق بالارادة لدى ايران الكثير. وسواء أكانت الرئاسة اكثر اعتدالا كما كانت في الماضي ام اكثر تشددا، كما هو الحال مع الرئيس احمدي نجاد، تصر على الحصول على القنبلة الذرية، وهذا الاصرار يظهر في حقيقة ان ايران نجحت خلال 18 سنة بدءاً من 1985 في القيام بنشاطات مختلفة سرية من اجل الاستحواذ على القنبلة: من شراء الاورانيوم الطبيعي في السوق السوداء الى توليد قوة انشطارية.

هناك طريقتان اساسيتان من اجل الحصول على السلاح النووي، اما بواسطة تخصيب الاورانيوم او من خلال البلوتونيوم، وكما فعلت الدول التي سلكت الطريق النووي مثل باكستان وكوريا الشمالية واسرائيل تعمل ايران على الخطين. واذا كانت قد احرزت تقدما معينا على خط تخصيب الاورانيوم فانها لا تزال متأخرة على صعيد البلوتونيوم. ويذكر احد تقارير وكالة الطاقة الدولية ان ايران نفذت تجارب لتخصيب البلوتونيوم، لكنها تواجه صعوبة في التقدم على هذا المسار لانها لا تمتلك مفاعلا للابحاث لانتاجه بكميات كبيرة...

في ما يتعلق بالاورانيوم وضع ايران افضل بكثير. فلا مشكلة لديها في الحصول على المادة الخام اي الاورانيوم الطبيعي. الى ذلك اشترت طهران سرا من شبكة التهريب التابعة للدكتور عبد القادر خان، ابي القنبلة الذرية في باكستان، تصاميم لبناء مراكز الطرد المركزي للتخصيب. والمقصود هنا تصاميم قديمة تعود الى اكثر من ثلاثين سنة سرقها الدكتور خان من هولندا وساعد بواسطتها باكستان في بناء مراكز طرد مركزي للتخصيب.

وعلى اساس هذه التصاميم التي حولت باكستان دولة نووية عظمى، أقامت ايران عددا غير معروف من مراكز الطرد المركزي للسلاح النووي. لكنها حتى الآن غير قادرة على تخصيب الاورانيوم المطلوب من اجل انتاج السلاح النووي.

... ثمة امر واحد لا خلاف عليه، من الواضح ان ايران تحتفظ بصواريخ قادرة على حمل رؤوس تقليدية وفي امكانها في المستقبل ان تحمل رؤوسا نووية. والمقصود هنا صاروخ "شهاب 3" الذي ادخل الى الاستعمال. وهذه الصواريخ غير دقيقة تماما، لكن مداها يصل الى 1500 كيلو متر وفي استطاعتها ان تغطي كل اسرائيل.

ان موعد انجاز القنبلة رهن قبل اي شيء آخر بالوقت الذي ستحصل فيه ايران على ما يكفي من مراكز الطرد المركزي التي تقدر بواسطتها على تخصيب كميات كافية من الاورانيوم...".