تتابع تركيا بكثير من الاهتمام، ان لم يكن القلق، تطورات الملف النووي الإيراني ووصوله الى مجلس الأمن، وردود الفعل المتحدية من جانب طهران على سعي الغرب لحرمانها من حق انتاج الطاقة النوية لأغراض سلمية.

وإذا كانت الحكومة التركية قد قررت إيفاد وزير خارجيتها عبد الله غول الى طهران قريبا جدا، من دون تحديد موعد لذلك، فإن الإحاطة بالمسألة الإيرانية قائمة على قدم وساق وآخرها ما تسرّب أمس من تقرير سرّي أعدته <<مؤسسة الدراسات الدولية الاستراتيجية>> التركية، وقدمته الى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئاسة أركان الجيش وقادة القوات المسلحة وبعض الوزراء، وفيه تحذير من ان هذه الأزمة قد تضع تركيا وإيران وجهاً لوجه، داعياً الى قيام انقرة بدور <<وسيط فاعل>> بين طهران والغرب.

ويبحث التقرير الذي حمل عنوان <<أزمة ايران النووية>>، المخاطر التي تحملها هذه الأزمة على تركيا ومصالحها واحتمال ان تتواجه تركيا وإيران في المجالات السياسية والعسكرية والدبلوماسية. ويقول ان التطور الأهم الذي سيقوّي يد الولايات المتحدة في مسألة التدخل العسكري ضد إيران، هو ان تتواجه تركيا وإيران.

ويوضح التقرير انه لن يكون صعباً جرّ تركيا وإيران الى مواجهة بينهما في ظل نقص المعلومات التركية عن إيران، وفي مرحلة ينشط اللوبي الإسرائيلي الأميركي. لذا، لا بد لتلافي الإدراك الخاطئ بين أنقرة وطهران القيام بلقاءات مباشرة بين مسؤولي البلدين. ويقترح التقرير تكثيف الجهود من جانب تركيا، وبصفة مستقلة عن الأزمة الراهنة، من أجل دمج إيران في المنطقة في المجالات الاقتصادية وغيرها.

ويرى التقرير ان الضغوط المتزايدة على إيران، قد تفتح ثغرات أمنية على الحدود مع تركيا. وهو ما يفيد حزب العمال الكردستاني الذي قد يشن هجمات عبر الحدود على تركيا. لذا يجب مضاعفة التدابير الأمنية الحدودية والبحث في اتفاقات مع طهران حول الوضع الحدودي في الجانب الإيراني. ويشدد التقرير على ضرورة متابعة الوضع حتى النهاية عبر الطرق الدبلوماسية، من اجل ايجاد حل للأزمة الإيرانية، مقترحا لعب تركيا دور <<الوسيط الفاعل>> بين إيران والغرب.

ويعتبر تقرير مؤسسة الدراسات الاستراتيجية الدولية ان امتلاك إيران لسلاح نووي، سيشكل تطوراً مهماً من زاوية المنطقة وتركيا، ويشرح كيف ان ذلك سيؤدي الى اختلال التوازن بين تركيا وإيران. ويورد التقرير النتائج المحتملة لهذا الاختلال كما يلي:

تغيير التوازنات الإقليمية لصالح إيران.

يتضاعف التأثير الإيراني في منطقة آسيا الوسطى القوقاز.

تضاعف جهود إيران لنشر الأيديولوجيا الإسلامية.

تقبل دور إيران كزعيمة للعالم الإسلامي في ظل مناخ الصدام الحضاري بين الغرب والإسلام.

ويفرد التقرير التركي حيزاً مهماً للاحتمالات الاقليمية لأي هجوم عسكري أميركي على إيران، بالقول إن ذلك قد يجرّ، مع المشاركة الإسرائيلية في الهجوم، الى نشوب حرب بين سوريا وإسرائيل. ويعدّد هذه الاحتمالات كما يلي:

اندلاع حرب بين سوريا وإسرائيل.

تنظيم هجمات انتحارية من جانب المنظمات الراديكالية ضد أهداف أميركية وأهداف أخرى حليفة لها.

احتمال وقف تدفق امدادات الغاز الطبيعي الإيراني الى تركيا ومواجهة الأخيرة لأزمة طاقة خانقة.

تقوية الدعم الشعبي للأنظمة في المنطقة.

توجيه ضربات إيرانية للمصالح الأميركية والانكليزية والحليفة في العراق.

توجيه <<حزب الله>> ضربات ضد إسرائيل.

قيام حركة <<حماس>> و<<الجهاد الإسلامي>> بعمليات انتحارية ضد إسرائيل.

تنظيم الشيعة في أفغانستان هجمات ضد المراكز الأميركية العسكرية في كابول.

مضاعفة نفوذ وانتشار الإسلام الراديكالي في المنطقة.

تجاوز سعر برميل النفط المئة دولار وظهور أزمة اقتصادية عالمية.