قبل عام من الآن كانت وسائل الإعلام السورية تفرض حظراً على اسم الجنرال اللبناني ميشال عون، الذي خاض حرباً ضد الوجود السوري في لبنان أواخر الثمانينات، أما اليوم فالصورة تبدو مختلفة جذرياً إذ باتت تحظى تصريحات زعيم التيار الوطني الحر باهتمام الإعلام الرسمي السوري، حيث بدأ يفرد لها مساحات مهمة في نشراته الإخبارية.

هذا التحول لم يأت بين ليلة وضحاها، فالجنرال العائد إلى لبنان بعد 15 عاماً من الإقامة في المنفى الباريسي، صرح قبل عودته إلى لبنان بأن خروج القوات السورية من لبنان ينهي حالة العداء معها، ثم أتبع ذلك بسلسلة من المواقف التي تتوافق مع وجهة النظر السورية، وخصوصاً موقفه الرافض لإقالة الرئيس إميل لحود، والخلاف مع »قوى 14 مارس« المعارضة لسوريا، وأخيراً التفاهم مع حزب الله على موضوع المقاومة ومزارع شبعا.

لاحظ المراقبون ان الإعلام الرسمي السوري أصبح يتعامل مع تصريحات عون على قدم المساواة مع تصريحات حلفاء سوريا في لبنان، أمثال حسن نصر الله زعيم حزب الله والوزير السابق، وئام وهاب، والصحافي شارل أيوب، إذ تتكرر التصريحات في الشريط الإخباري التلفزيوني على مدار الساعة.

ورغم أن بعض السوريين يحملونه مسؤولية القرار 1559، يرى أن القرار كان معداً سلفاً ولا تأثير لا لعون ولا لغيره في إصداره، ويستشهدون بأن علاقة الجنرال الآن باتت على غير ما يرام مع الولايات المتحدة بسبب مواقفه »الوطنية« التي جعلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تمتنع عن لقائه في بيروت قبل أيام.

ويذهب أصحاب وجهة النظر هذه إلى أن المسؤول عن سوء العلاقة مع عون في الماضي هو نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام، الذي أدى سوء إدارته للملف اللبناني إلى حدوث القطيعة مع قائد الحكومة العسكرية السابقة ثم وقوع الصدام المسلح معه.

وكانت أدبيات الإعلام الرسمي السورية في التسعينات تصف عون بالعميل الصهيوني، غير أن ذلك لم يمنع حزب الله، أقرب حلفاء سوريا في لبنان من التحالف مع تياره في بعض الدوائر الانتخابية خلال السنوات القليلة الماضية.