رأى المعلق رؤوبين فدهستور في "هآرتس" امس ان الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة مع الهند واعترفت فيه بانضمامها الى نادي الدول الذرية ألحق ضررا كبيرا بصدقية المعركة التي تخوضها الولايات المتحدة ضد حصول ايران على السلاح النووي. ننقل بعض ما جاء في المقال: "ليس هناك أسوأ من الوقت الذي جرى فيه توقيع الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة والهند الاسبوع الماضي. ففي حين يقود الرئيس جورج بوش حربا دولية ضد المشروع النووي لكوريا الشمالية وايران، وافق على السلاح النووي للهند وأعطاها موقع الدولة النووية الشرعية. يأتي هذا الاتفاق بعد سنتين من تصريحه الرافض بشدة انضمام دولة جديدة الى قائمة الدول الخمس العظمى النووية وبعد مرور 8 سنوات على فرض الادارة الاميركية عقوبات شديدة على الهند لاقدامها على اجراء سلسلة من التجارب النووية.

في امكانهم في طهران ان يفركوا أيديهم ابتهاجا لدى قراءتهم تفاصيل الاتفاق الذي وقعه بوش مع رئيس الحكومة الهندية مانموهان سينغ. فالدولتان ستتعاونان في المجال النووي. وسوف تشرك الولايات المتحدة الهند في المعلومات النووية كما ستقدم لها الوقود الذري من اجل تشغيل مفاعلاتها. ولم يأت الاتفاق على ذكر العقوبات الاميركية التي فرضت على الهند ولا الضرر الكبير الذي تسببت به للسعي الدولي الى منع انتشار السلاح النووي، لا بل أكثر من ذلك لا تزال الهند تقاطع معاهدة منع انتشار السلاح النووي وترفض الانضمام الى موقعيها.

ورغم ان بوش لم يكن يقصد ذلك، فان مقرري السياسة في ايران قد يفسرون الاتفاق على أنه اشارة اميركية الى ان الادارة الاميركية قد تضطر في النهاية الى القبول بايران النووية في حال أصر الايرانيون على ذلك وأكملوا تطوير سلاحهم النووي.

ورد في الاتفاق ان الهند ستحصل على 14 مفاعلا نوويا كمنشآت مدنية خاضعة الى اشراف المراقبين الدوليين، لكن المفاعلات الثمانية الباقية ستعتبر منشآت عسكيرة غير خاضعة الى المراقبة.

وعندما سئل الرئيس بوش في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الحكومة الهندية عن السبب الذي يدفع بلاده الى مكافأة دولة أجرت تجارب ذرية عام 1998 ولم توقع معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وما هي الرسالة التي يرسلها الى بقية الدول؟ أجاب: "ما يقوله الاتفاق ان الامور تغيرت والأزمان تغيرت". ليست هذه بالاجابة الناجحة، ولا تقوي موقف الولايات المتحدة التي يفترض ان تقود معركة منع انتشار السلاح النووي في دول أخرى. ويبدو ان ما تغير ليس الزمن ولكن الظروف الاستراتيجية في آسيا الشرقية.

ستجد الولايات المتحدة صعوبة في اتخاذ موقف أخلاقي قائم على التفاوض مع النظام الايراني. وهناك أيضاً النقطة الاسرائيلية، فاذا قبلت الولايات المتحدة الهند عضوا شرعيا في النادي الذري فيبدو ان من الافضل البدء بالتفكير في خطوات معينة في المسار الذري الذي فتحته".