في عام 1972 انشقّ الحزب الشيوعي السوري إلى تيّارين مُتخاصِميْن، ثابر أحدهما على الولاء للاتحاد السوفياتي، فيما كان الثاني <<قوميا>>. قاد الانشقاق إلى تَباعُد سياسة التيار الأخير عن إيديولوجيته المُعلنَة، الشيوعية، بينما حافظ الأول على التَّطابُق السياسي الإيديولوجي. كنا بعد هزيمة حزيران بسنوات، وكانت عروبة تيار الحزب الشيوعي المكتب السياسي اقترابا من السياسة العملية. آل أمر الماركسية لدى هذا التيار أن تكون أداة لخدمة أهداف لا تَنبُع منها هي ذاتها. فبدلا من الأممية حلت الوحدة العربية، وبدلا من مواجهة الامبريالية كان ثمة تحرير فلسطين. في هذا البَسْط تبسيطٌ شديد. فهو لا ينطبق إلا على النواة الأكثر ديناميكية، فكريا وسياسيا، في التيار ذاك. لكن المآل العام للانشقاق سار بالفعل في هذا الاتجاه، وإن على طريق مُتَعرّجة، وبدرجة غير ضئيلة من التداخل.

قاد اكتشاف الرؤية السياسية هذا إلى الابتعاد عن موسكو والإيديولوجيا الشيوعية، فكريا ورمزيا ونفسيا، لكنه قاد بعد قليل إلى الاصطدام بنظام الرئيس حافظ الأسد حين كان في عِزّه.
اسْتذكِر هذا التيار لأنه تحلّى بحسٍّ سياسي مميز تعارض على الدوام مع قلق هويته، وربما كان تعويضا عنها. كما تميز بانفتاح مبكر على مثقفين ومفكرين سوريين <<هراطقة>> من أمثال ياسين الحافظ وإلياس مرقص وبرهان غليون...، عوّض بهم وبماركسيتهم (بل ماركسياتهم) النقدية عن الماركسية اللينينية السوفياتية الواحدة التي كان طُموحها الأقصى أن لا تكفّ يوما عن مُشابهةِ ذاتها. تميز أخيرا بمواقف سياسية غير أرثوذكسية، إن لم نقل صادمة، عبّر عنها في نهاية السبعينيات، ثم في السنوات الأخيرة، وبالخصوص على لسان رياض الترك. وفي النهاية، قبل قرابة عام من اليوم، عقد الحزب مؤتمرا غيّر فيه اسمه، وتنحّى فيه رياض الترك عن قيادته، لكنه، المؤْتمرَ، لم يشكل نقلة فكرية، تُعادل تلك التي تبلورت بين انشقاق 1972 ومؤتمر 1979 الذي قطع مع الديموقراطية الشعبية، ومهد للمساهمة في إنشاء <<التجمع الوطني الديموقراطي>> في الفترة نفسها. سيأخذُ الأمر وقتا؟ ربّما. سنحاول أن نشير في هذه المقالة إلى ما نعتقده الاتجاه الأخصب الذي يجْدُر بتيار ديموقراطي مُجتهدٍ أن يسير فيه.
طريق السياسة

بعد ثلاثين عاما لم يعُدْ طريق السياسة يمر بالعروبة، بل بتخطّيها جدلياً (أي استيعابها وتجاوزها ورفعها، إن اعتمدنا المصطلحية الهيغلية). يمر بدلا منها بالسوريّة. كانت العروبة، لا ننسى ذلك، ماهويّة، غير دستورية سياسيا وغير نقدية فكريا، مُتمرْكِزة بإفراطٍ حول الذات، وفيها عناصر ميتافيزيقية لم تُنْتَقد جِدّيا. وفوق ذلك، أظهرت انعدام شخصية تاما حيال النظامين البعثيين اللذين فتكا بشعبيهما ما طاب لهما الفتْكُ (آخر تجليات انعدام الشخصية: <<مؤتمر المحامين العرب>> في دمشق، في الشهر الأوّل من هذا العام).
بقدر ما نقتربُ من السياسة، نكتشف اليوم سوريا كبلد متعدّد ومركّب وقلقٍ. وبقدر ما نصرُّ على العروبة، نبقى في مجال الإيديولوجية، كما كانت الشيوعية السوفياتية تفعلُ. في سوريا عرب وأكراد وغيرهم، وفيها مسلمون ومسيحيون، وفيها سُنّيون وعلويّون ودروزٌ وإسماعيليون، وفيها مدن وأرياف، وفيها علمانيون وإسلاميون، وفيها نظام قابض على السلطة وماسكٌ للمجتمع ومجتمعٌ ممسوكٌ ودولةٌ مقبوضٌ عليها. هذا تعدد لا تحيط به العروبة الرسمية، ولم تبذل العروبةُ المعارضة جهداً لتحيط به. الإطار السياسي والفكري الذي يمكن أن يستوْعِبَ هذا التعدد هو الوطنية السورية الدستورية.

لقد بدا <<إعلان دمشق>> مدركاً لذلك. انطوى بكلامه على منظومةٍ عربية إدراكٌ ما بأن <<الأمة العربية>> تنتمي إلى فضاء دلالي منفصلٍ عن السياسة في العالم الواقعي، إن لم نقل إن سياستها الوحيدة هي الالتحاق بالنظام البعثي القائم. ليس لتعبير منظومة عربية معنىً محددٌ؛ إن دلالته تستنفد في تمايزه عن عالم مدركات استعمرها الطغيانُ وشرّعتْ هي له. وكان تركيزه على أن أبرز خطر على سوريا هو نظام حكمها تعبيرا عن الإدراك ذاته، وعن الاقتراب من السياسة ذاته. إذْ لطالما كان <<الخطر الخارجي>>، وما يؤسس له من حالةِ حربٍ دائمة، منبعَ تحكيمِ الاستثناء في حياة السوريين، ومصدرَ إخفاق دائم في مواجهة أية مخاطرَ حقيقيةٍ تواجه البلاد. ولعل الحس القوي بالواقع هو الذي دفع من اشتغلوا الإعلان على صوْغ فقرةٍ مُلتبسةٍ ومثيرة للجدال، تتحدّث عن الإسلام كدين ل<<الأكثرية>>، وعن احترام عقائد <<الآخرين>>. لكن الواقعيّة هذه برزت واقعية نثرية، إن جاز التعبير، واقعية تذهب نحو السياسة لكنها تُخطئها وتتخطّاها، وتمضي نحو ما وراء المجتمع، نحو الروابط الأهلية.

لا يكتسبُ الكلامُ على منظومةٍ عربية وعلى خطر النظام معقوليّتَه إلا من اكتشاف سوريا ميداناً للسياسة. أما الكلام على <<دين الأكثرية>> و<<عقائد الآخرين>> فيُضيِّع لحظة الاكتشاف ويمضي إلى ما دون السياسة.
ولا ريب أن ما جرّأ القوى المبادرة إلى <<إعلان دمشق>> على الكلام على <<منظومةٍ عربية>> بدلا من <<أمة عربية>>، والامتناع عن تَذَكُّر <<الأخطار الخارجية>> و<<خطط الامبريالية>> في كل مرة يُشارُ فيها إلى مخاطر الدكتاتورية، هو كونها قوى عروبية تكوينيّا، العروبةُ طبقات أساسٌ من طبقات وعيها، كانت حتى وقتٍ قريب الطبقةَ العليا، ولا تزال عند كثيرين، ما يعني أنها، تلك القوى، ليست غير مُعادِيةٍ للعروبة فقط، ولا هي غير محابيةٍ للامبريالية فقط، على ما شارف على قوله أو حتى قاله صراحة محترفو مزايدة عديدون؛ بل إن قيمَ النهوضِ العربي والاستقلال الوطني أصيلةٌ في تفكيرها وسياستها.
انثناءُ العروبة

لا يَتصَّور هؤلاء إلا شكلين من أشكال العلاقة بالعروبة أو بأية دعوة فكرية وسياسية: إما أن نعتنقَها كعقيدةٍ مقدسة أو نتخلّى عنها نهائيا، إما أن نبذلَ لها ولاء مطلقاً كأنها الحق بالذات، أو ننبذها مطلقاً كأنها الباطل بعينه. هذا موقفٌ عدميٌّ في رأينا، لا يتصوّر غيره أصحابُ العقائد من كل نوع. ما يجري في التاريخ الواقعي الذي يعيشه البشرُ، حتى لو لم يَعوه، هو أن دعوةَ فكرية سياسية تُخفِقُ في تحقيق وعودها في الواقع، تنثني إلى داخل الذات، لتغدوَ طبقةً أعمقَ من طبقاتِ الوعي والإرادة، بينما قد تَحِلُّ فوقها طبقةٌ أعلى، منفتحةٌ على الواقع المُزامنِ لها، ومشكلة للوعيِ وحافزة للإرادةِ في هذا الواقع الحيِّ. العروبةُ في حالتنا لا تمّحي كأن لم تكن، ولا تتكشّف خطأً أو وهما ينبغي تنظيفُ الطاولةِ منه، كما قد يفضل البعض أن يرى، بل تتحولُ إلى طبقةٍ أعمقَ من طبقاتِ وعينا، ما يتيح لهذا الوعي ذاته أن يتماسكَ ويتراكمَ ويرتقي. إن عملية المحو، أو نظرياتِ مسْحِ الطاولةِ والبدء من الصفر عدميّةٌ فكرياً وخطيرةٌ سياسياً، وهي التي لا يتخيل غيرها عقائديونا الذين لا يكفّون عن رفع عقيرتِهم بالصُّراخ والتخوينِ، رغم أن التاريخ لم يسجّل باسمهم لا نصراً سياسياً ولا إنجازاً فكرياً ولا شجاعةً أدبية.
بيد أن أهْل <<إعلان دمشق>> أنفسَهم استسلموا بسهولة أمام الأبْواق الصادحة. فقد أصدروا توضيحاً للإعلان، في نهاية الشهر الأول، يُؤَكِّد أن <<مشاريعَ الهيمنة والسيطرة الأميركية والصهيونية>> خطرٌ على البلاد، وأن <<سوريا جزءٌ عضويٌ من الأمة العربية>>...، أي باختصار ينكصُ أمام باب السياسة ويعود القهقرى إلى حظيرة الإيديولوجية، ويذيبُ ما اهتدى إليه من ضلالٍ سديد في <<المَكْلَمَة>> الخالدة، التي تجعل التاريخ <<بَقِيّة من فُضْلةِ قومِنا>>، على ما رأى سعيد عقل الأوّل (الأمويّ البيزنطيّ، على مذهبِ هنري لامنس).

لقد افتقرَ أصحاب <<إعلان دمشق>> إلى الشجاعة الفكرية والأدبية، الضرورية لمن يطرحون رؤية للتغيير الجذري. وقدّموا تنازلات، غير شكلية في رأينا، لأطرافٍ لا يمكن اكتسابُها ولا إرضاؤها.
والواقع أن السجالَ الحادَّ حول <<إعلان دمشق>> يعكِسُ آفتين عريقتين من آفات الحياة السياسية السورية منذ نشأة الكيان السوري الحديث قبل تسعة عقود. أولاهما، الخصومات الشخصية والتفرّقُ وحبُّ الزعامةِ والحزازاتُ الصغيرة والتنافس غير الشريفِ والخُبْثُ... إلخ؛ والثانية، انعدامُ الكفاءةِ وضعفُ التخصُّصِ والرّثّاثةُ، وما تتسبُّب به هذه جميعا من <<تعْفيس>> وميلٍ إلى الارتجال وغياب للتراكم والاكتساب.

وقد يُضاف إليهما اليوم خواء فكري لا ينقصه شيء، بعد أن لم تعد الوظائف النظرية (والعملية والتعبوية) لكل من الماركسية والقومية العربية تعمل إلا بِبقيّة رمقٍ. يفيد أن نذكِّر، في هذا المقام، بأن الماركسية السورية لم تمرَّ أبداً بمرحلة نقدية، غير تلك التي قادها ياسين الحافظ وإلياس مرقص قبل سقوط الاتحاد السوفياتي ومعسكره. أي أن ستالينيِّي الأمسِ لم يمروا أبداً بصراع روحيٍّ، ولا بمرحلة شكٍّ وقلق فكريين. فحين كان الحافظُ ومرقص يجددان الفكر الماركسي السوري والعربي، كانا يتعرضان لتخوينٍ سياسي و<<تمريق>> فكري، بالغي العدوانية والعجْرفة. ومن علائم الأزمنة أنهما يُسْتعادان، اليوم، من قبل الأوساطِ ذاتها التي كانت تُخَوِّنُهُما بالأمس، مُتأَخّرة فقط جيلاً كاملاً، وغير متخليةٍ عن العقل الإيماني التكفيري نفسِه.

هذا يُعيدنا إلى مسألة العلاقة بين طبقات الوعي في ثقافتنا الحديثة. فالواقع أنها قلّما أُدْرِكَت بوصفها علاقة تراكمِ واكتساب. لقد وُعيتْ، بالعكس، كعلاقة مَحوٍ وكتابةٍ جديدة. لكنْ في واقعها كانت بالفعل ما لا يمكن إلا أن تكونه: علاقة <<تَطَبُّق>> أو تَنَضُّد، أعني استقرارَ طبقةٍ فوق التي قبلها، بحيث إن الطبقة الأسبق في التاريخ تتوضَّعُ أعمقَ في التكوين؛ وبموازاة ذلك تتحولُ من السياسة إلى الثقافة، ومن نِصابِ العمل إلى نصاب الهُويّةِ. وتَناقضُ واقع التراكم والتطبّق مع وعيه القائم على <<الثبات على المبدأ>>، أو التحول المطلق نحو عقيدة جديدة، هو ما يفسّر أن أكثرَ الحداثيين مثلا مُقلّدون، وأكثر دُعاة الانفتاح الفكري مذهبيّون، وأعنفَ التكفيريين تكفيريون آخرون، أي أن حداثَتهم تتكدّسُ فوق تقليديّتِهم دونما نظام، وكذا تفعل ماركسيتهم فوق إسلامهم أو مسيحيتهم، وعِلْمانيتهم فوق طائفيتهم، وتكفيريّتهم الدنيوية فوق تكفيريتهم الدينية. ومن مَكْرِ العقْل أنه بقدر ما يصر أولئك على أن حداثتهم أو ماركسيتهم أو علمانيتهم تجبُّ ما قبلها، يجنحون إلى أن يكونوا حداثيين مقلدين، وماركسيين إيمانيين، وعلمانيين طائفيين، وتكفيريين محدثين. وربما لو اتّسق وعيهم، وانفتح على علاقة أقلّ عدمية وميتافيزيقية مع مكوناته ومراحله، لأمكن لهم بالفعل تَجاوُزَ التقليد والوعي الديني والطائفية، عبر استيعابها وتجاوزها. ولحازوا، بالتأكيد، درجةً أكبر من الكثافة النفسية والاتّزان الفكري.

ثوْرةُ الامتثاليّين
ابتدأتُ هذا المقال باستذكار تجربة متمرّدة فكريا وسياسيا، لأنها واجهت وقتها زعيقاً تخوينياً (أو تسفيهياً أو تكفيرياً) من النوع نفسِه الذي واجه <<إعلان دمشق>>. فقط في نهاية الثمانينيات، ومع انهيار المعسكر الشرقي وانتهاء الحرب الباردة، انْحسمت نقاشاتٌ عسيرة كان مستحيلا حسْمها أيام كانت الشيوعية السوفياتية على <<سُروجِ خَيْلِها>>. انحسمت، وبأي يُسْر، لمصلحة <<الهَراطِقَة>>. لكن من يحبُّ أن يتذكَّرَ ذلك؟
ويَمَتُّ نُقّادُ اليوم بقرابةٍ وثيقة إلى نقاد الأمس؛ في غير قليل من الأحيان هم ذاتهم. إن بعض من انتقدوا المارقين من الشيوعية نحو <<القوْمجيّة>>، كما كان يحلو لهم القول في سبعينياتِ القرن العشرين وثمانينياته، هم أنفسهم من صاروا يُطلقون أحكام التخوين والأمركة في العامين الأخيرين على هراطقة اليوم، <<السوريين>> و<<السياسيين>>، بعد أن كانت الهرْطقة القديمة، <<القومجية>>، قد آلت إلى أرثوذكسيةٍ جامدة فكرياَ وعقيمةٍ سياسياً. وما لا يحتاج إلى تأكيد خاص أن النظامَ البعثيَّ كان تكفيرياً أو تخوينياً على الدوام، في عقْله. وكذا كانت المجموعات الستالينية. المُشْتركُ بين الجميع هو العقلُ الإيمانيُّ التكفيريُّ ذاته.

لقد كانت مثيرة للاشمئزاز، بحق، مبادرة بعضهم إلى تخوين من اعتقدوا أنهم وراء <<إعلان دمشق>>، وكانت أكثر إثارة للاشمئزاز، بعد، نبرة الانتصار والتًهْنئةِ الذاتيّة في مواقفهم بعد أن صدر ذاك التوضيحُ البائسُ. وليست أقل إثارة للشعور بالتّعاسة أصوات <<قومية>> صادحة، تُفضِّل ممارسة النضال التحرريِّ عن بعدٍ، وتُظْهِر انعدام حساسية تاما، لا يخْجلُ من ملامسة العنصرية، حيال الوقائع العيانيّةِ للحياة السياسية والاجتماعية السورية.
ولم يتفضلْ أحدٌ من هؤلاء، بقايا الستالينيين والبعثيين والناصريين، بشرح مشروعه لنهضة الأمة العربية، أو خطّته لدحر الامبريالية العالمية.

توضيح <<إعلان دمشق>> التراجعي ينسجم كذلك مع سياسات تتنكّر للانفتاح على الأكراد السوريين، الذين وصف تقريرٌ صدر مؤخراً عن <<منظمة اللاجئين الدولية>>، 300 ألف منهم، محرومين من الجنسية، بأنهم <<مدفونون أحياء>> (انظر:
http://www.refugeesinternational.org/content/publication/detail/9287). تتنكّرُ كذلك للانفتاح على الإسلاميين المستبعدين، والذين لا مجال لاختراق ديموقراطي قابل للاستدامة دون استيعابهم سياسيا. إن <<العروبة الماهوية>> الحاكمة، التي لا يعود إلى غيرها <<التوضيح>>، ليست مطلقة وغير دستورية فقط، ولكنها كذلك وريثةُ موقفٍ عدائيٍّ حيال غير العرب، وحيال تعبيرات الإسلام السياسية، حتى لو كانت سلميةً.
ختاماً، ليس لديّ أدنى شك في أن سجال اليوم سيُحسمُ كما حُسمَ سابقه لمصلحة السياسيين ضدَّ الإيديولوجيين، والواقعيين ضد المُزايدين، والعقلانيين ضد الغِنائيّين. لكن ليس ثمة ما يؤشر الى أن أصحابنا الذين لم يبدعوا خطأً واحداً في حياتهم، لن يقوموا بدورهم في تسميمِ الحياة العامة وبثِّ الشُّكوك والضَّغائن، كدأبهم دوما. فالامتثاليّون دائماً على حقٍّ!