النهار

شيراك: الحوار مرحلة مهمة للتطبيق الكامل للقرار 1559
جنبلاط عاد الى بيروت ولا تصريحات قبل المؤتمر

عشية انطلاق الجولة الثانية من مؤتمر الحوار الوطني، لاحت في الافق معطيات تشير الى ان التحضيرات تجاوزت نقطة اكتمال عقد الطاولة على مستوى قيادات الصف الاول، الى نقطة ضمان ان يسفر الحوار عن نتائج تكون على مستوى الآمال المعقودة عليه داخليا وخارجيا. وكان آخر المتمنين "توفيقا" الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في وقت وصف مبعوث الامين العام للامم المتحدة لتنفيذ القرار 1559 تيري رود – لارسن الحوار الدائر في لبنان بأنه يمثل "واحدة من نقاط قليلة مضيئة" في منطقة تبلغ فيها بعض النزاعات "نقطة الغليان".

جنبلاط

وقد بات مؤكدا انعقاد المؤتمر على مستوى الصف الاول بعد عودة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط مساء امس الى بيروت قادما من الولايات المتحدة الاميركية في ختام زيارة لها اجرى خلالها محادثات في واشنطن ونيويورك. جنبلاط الذي رافقه وزير الاتصالات مروان حمادة لم يشأ الادلاء بأي تصريح. وعلمت "النهار" انه لن يدلي بأي تصريح قبل مشاركته غدا في مؤتمر الحوار. علما ان محطة "الجزيرة" الفضائية القطرية كانت بثت حديثاً معه مساء امس سجلته الخميس الماضي في الولايات المتحدة. وفي هذا الحديث دعا جنبلاط الى "ازالة الرئيس لحود" لأنه "العقبة الاساس في مسيرة بناء الدولة". مضيفا ان هناك "اتفاقا ان يكون اسم الرئيس البديل مختارا او موافقا عليه من الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير".

واذ كرر موقفه المعروف من مزارع شبعا قال: "عندما نتفق على موضوع مزارع شبعا يكون الحل الطبيعي لسلاح حزب الله".

ودعا الى تطبيق اتفاق "اندوف" (قوة حفظ السلام في الجولان) والتي تشمل شبعا المحتلة باعتبارها ارضا سورية "حيث ورد ان المدفعية ليست على الحدود انما وراء الشام" على ما قال جنبلاط.

وخلص الى القول انه "متفائل بنهاية الحوار. فنحن نملك الصبر الطويل (...) وانا متفائل جدا ولن ينجحوا في قهر ارادة الشعب اللبناني في الحياة الكريمة والاستقلال والديموقراطية".

توقعات

مصادر مواكبة للاتصالات الجارية في شأن الحوار لفتت الى ان اللقاء الاخير الذي جمع رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اسفر عن تهدئة الاجواء حيال اعتراضات الحزب على مواقف النائب جنبلاط. واضافت ان المبالغة في التفاؤل بما سينجم عن الحوار غدا هو في غير محله لكن الافراط في التشاؤم هو ايضا في غير محله. ودعت الى توقع "مخارج" لكل المسائل المطروحة لكن اكثر هذه المخارج الذي سيمضي الى الواجهة هو "حسم الموقف" من ولاية الرئيس اميل لحود.

وسط المدينة

ومن الانباء السارة لأصحاب المؤسسات العاملة في وسط المدينة ولروادها كذلك ما اعلنه رئيس جمعية تجار بيروت نديم عاصي بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبطلب منه، ان في امكان المتاجر والمطاعم في المنطقة ممارسة نشاطها خلال فترة انعقاد جلسات الحوار على ان تمنع حركة السيارات في الوسط ويكتفى بحركة المشاة.

وكان مقر الرئاسة الثانية في عين التينة محور نشاط لافت تميز بلقاءين لبري مع السفيرين السعودي والفرنسي عبد العزيز خوجه وبرنار ايمييه اللذين شجعا على المضي قدما في الحوار. كما كان لقاء مع الهيئات الاقتصادية التي ابدت دعمها الحوار للوصول الى "برّ الحلول".

شيراك

على صعيد آخر طلب الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس تطبيق القرار الدولي 1559 حول لبنان "تطبيقا كاملا" لدى استقباله الممثل الخاص للأمم المتحدة حول الملف اللبناني – السوري تيري رود – لارسن. وقال المتحدث باسم قصر الاليزيه جيروم بونافون في بيان ان "رئيس الجمهورية اكد ان فرنسا مصممة على العمل من اجل التطبيق الكامل" للقرار 1559.

واضاف: "لقد رحب بالحوار الوطني الذي يشكل مرحلة مهمة في هذا الاتجاه".

واكد شيراك "دعم فرنسا الناشط لاستعادة لبنان استقلاله وسيادته.

وبدأ رود لارسن في باريس جولة يزور خلالها عواصم عدة.

رود – لارسن

واعتبر رود – لارسن من جهته ان الشرق الاوسط يصبح في صورة متزايدة خطراً مع بلوغ بعض النزاعات "نقطة الغليان". واشار الى ان الحوار الجديد في لبنان يمثل "واحدة من نقاط قليلة مضيئة". وقال: "ان الوضع في النطاق الواسع للشرق الاوسط هو اكثر تعقيداً وهشاشة وخطراً اليوم عما كان قبل فترة طويلة"، مشيراً الى ان "هناك العديد من النزاعات في المنطقة التي تصل الى نقطة الغليان"، ويعني بذلك العراق والمواجهات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

المعلم

في موسكو، أبلغ ناطق باسم الخارجية الروسية ميخائيل كامنين وكالة ريا – نوفوستي للانباء ان وزير خارجية سوريا وليد المعلم سيصل اليوم الى روسيا في زيارة تستغرق يومين.

وقال متحدث روسي "ان هذه الزيارة ستكون زيارة عمل وستجرى خلالها محادثات مهمة لتنمية الحوار السياسي بين روسيا وسوريا خصوصاً في سياق الاحداث الاخيرة حول سوريا ولبنان وفلسطين".

وأضاف انه "سيجرى تبادل مسهب للآراء حول تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي 1595 و1936 و1644 المتعلقة بالتحقيق الدولي في مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري"، موضحاً "ان روسيا تطالب باظهار الحقيقة كاملة حول هذه الجريمة دون تحيز"، وابدى ارتياحه الى ان سوريا أعلنت استعدادها للتعاون مع اللجنة الدولية للتحقيق.

وقال ان الزيارة "ستشهد مناقشة مسألة العلاقات بين سوريا ولبنان في ضوء تنفيذ القرار رقم 1559 الصادر عن مجلس الامن الدولي"، مؤكداً ان عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعلاقات التكافؤ في الحقوق وحسن الجوار من شأنها ان تساعد على ترسيخ الاستقرار في المنطقة".