نضال الخضري

أفكر في الغضب الذي يخطفني أمام فكرة "الحوار".. وكأنني ولدت من جديد في زمن ينتمي للحقبة الجليدية، فالتحدي لم يرتسم "صورا مسيئة" لأنني اختلفت مع جسدي منذ اللحظة التي ترجم فيها المستشرقون "ألف ليلة وليلة" ... وتصارعت مع ذاكرتي عندما قررت "حركة الحداثة العربية" اعتباري نصف المجتمع. وبقيت الصور بعيدة عني حتى في اللحظة التي نزعت الحجاب، وتصرفت على صيغة "الدراما" داخل مسلسل سوري طويل.

ما كان ينقصني هو "الحرية" كما يتخيلها الآخر، وصعود خطوة نحو الأعلى بينما في الأسفل الأرض التي لم تتبدل. ثم أسأل نفسي هل كان ضروريا أن أصبح "امرأة العصر" حتى أرى نفسي على حقيقتها؟! ففي اليوم الذي منحني الآخر حريتي نسي أن يتركني أرسم عالمي بعيدا عن كل ما يريده الآخرون، سواء من أصحاب اللحى أو الكوفيات. وسواء كانوا رجالا يعتمرون أجساد النساء، أو ذكورا يضعون ربطات عنق حمراء ... فهل ستمنحني حريتي الجديدة الحق في التعصب؟! أو حتى الهروب من خيارات التحرر على إيقاع "الترغيب والترهيب"؟!!

الغضب الذي يقتلني على شاكلة التعذيب في أبو غريب، أو تقنين الحياة داخل "منزل يعيش الفوضى التي تجتاحني" ... هذا الغضب أصبح متنقلا على إيقاع "منتديات الحوار" ما بين كوبنهاغن والدوحة وكوالالمبور ... ثم لا أعرف أين سيهبط برسوم مسيئة جديدة، تعيدني إلى صفحات "شهرزاد" فأروي القصص التي لا تنته كي أبقى مستيقظ ولا يسرقني سيف "الحرية" الجديد.

أحلم بحرية على شاكلتي ... حرية غير ممنوحة ولا خاضعة لفلسفة "المنتديات" أو ورشات العمل ... حرية على السياق الطبيعي أو كما يحيها الذكور دون التفكير بأن على أطراف "الجسد" هناك كومة من الوعيد ...

الرسوم المسيئة الجديدة تأتي من داخلي لأنثى مكتوبة كقدر داخل الحاضر، أو حتى كألوان باقية على "خاصرة" ذكر هارب من التاريخ، ثم يتذكر فجأة أن الحياة تحتمل وجود الجنسين.