أكد المرجع الديني الأبرز في التيارات الاصولية الشيعية اللبنانية انه يسمع الكلام عن تدخل ايران في الشؤون اللبنانية وقال:

"أسمعه ولا أحترم هذا الكلام مع احترامنا لكل الناس. لأن هذا الكلام لا ينطلق من اساس. فانا أعرف كيف يتحرك السفير الايراني الذي يتوجّه للتصريح أحياناً. وأحب في هذا المجال ان أسجل تقديري لسفير المملكة العربية السعودية الذي احترمه كشاعر وأديب عندما يقول: "ليس من حق أي سفير أن يتدخّل ويتحدّث عن الشؤون اللبنانية"، فهذا يمثل الموقع الحقيقي للسفراء في هذا المجال. وقد كنت استمع الى بعض وسائل الاعلام الفضائية حيث تُسأل رايس عن مواصفات رئيس لبنان الجديد فتقول كذا وكذا... فنجعلها تصرح؟ والسؤال: ما المناسبة؟ ان وسائل الاعلام تستصرح الأجانب حول كل الشؤون اللبنانية بما فيها ما يختلف فيه اللبنانيون حتى يعلّمونا كيف نعمل؟".

ذكرتم السفير السعودي في لبنان بالخير وقلتم ان الفريق اللبناني المراهن على المجتمع الدولي وحتى المجتمع العربي لم يستطع تحمل مبادرة او تحرك سعوديين.

علق المرجع اياه: "لذلك سمعنا من مسؤولين سعوديين رد الفعل على ذلك".

الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي رد على رئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة الذي نفى وجود مبادرة سعودية بتأكيد وجودها. تفيد المعلومات هنا ان السعودية تلقت افكاراً سورية وأخرى لبنانية. لكن الوسيط النشيط ليس صندوق بريد اي يتلقى الاقتراحات ويدعو اصحابها الى التفاهم. فدوره الغربلة وايجاد القواسم المشتركة وحتى اقتراح مشروع تسوية من كل الافكار المطروحة بحيث تحفط مصالح الجميع. السعودية لم تفعل ذلك. كان العرب وفي مقدمهم السعودية صادقين في مساعدة لبنان او في الرغبة في مساعدته. لكنهم كانوا ينكفئون عندما تواجههم صعوبات. فاتفاق الطائف كان العرب عرّابيه (السعودية تحديداً) وكان يفترض ان يواكبوا تنفيذه. لكنهم لم يفعلوا فاجتزئ تطبيقه علماً انهم قبل ان يصبح الاتفاق نهائياً عام 1989 عدلوا في احد بنوده نزولاً عند رغبة الرئيس (الراحل) حافظ الاسد الذي "ميّع" موضوع الانسحاب السوري من لبنان سنوات طويلة. كل ذلك جعل اللبناني يخشى الا يكمل الشقيق العربي المساعد مشواره معه.

رد المرجع الاسلامي الابرز:

"مَنْ وقفوا ضد المساعي العربية كانوا يتقرّبون الى السعودية ويذهبون في كل يوم وقبل اطلاق المساعي، ثم أصبحت الكلمات ملتبسة، وقبل طرح السعودية ومصر لما تريد.

كان بالامكان القول لهما في امان انه اذا اردتم مصالحكما فقط فلماذا يذهب كبار المسؤولين في ما بعد الى السعودية ويقوّلونها ما لم تقل.

كل دولة، لها مصالحها، ولكن لبنان وحين يتحرك عليه ان يعرف مصلحته. ونحن نتساءل امام الحوار وفي موضوع العلاقات اللبنانية – السورية، لو بقيت العلاقات جامدة بين سوريا ولبنان فكيف يكون وضع لبنان؟ هل يستطيع لبنان مصادرة سوريا. ومن الطبيعي ان سوريا لا تستطيع السيطرة على لبنان. لكن لو ارادت فان لبنان لا يستقر ولو كان هناك عشرون اميركا وعشرون اسرائيل. اني ادعو الى دراسة الامور بعقلانية لتنفتح على مصالح اللبنانيين. ونحن لبنانيون نريد مصالحنا كما يريد السوري مصالحه وغيره – اني ارى ان هناك شيئاً يشبه العقدة من سوريا وهي عقدة من الصعب حلّها لأنها تعمّقت لدى الشعب السوري، وهو ما يخدم سوريا، لأن الحديث ليس عن اشخاص انما عن البلد كله".

نعود الى مؤتمر الحوار. البلاد الآن في احتقان كبير. والدول العربية تنتظر نتائجه اياً تكن لمواكبتها بلجنة متابعة أو بأي شيء آخر. ألا تعتقدون ان المتحاورين لن يتوصلوا في هذه المرحلة الى حل او الى تسوية في ما يتعلق بالقرار 1559 بل الى تصورات تسوية؟ ولذلك قد يكون من الافضل وبغية تنفيس الاحتقان المذكور التفاهم على خطوط عامة للحلول ومتابعة البحث فيها وفي الوقت نفسه انتخاب رئيس جديد للبلاد يقود الحوار الذي يعلق اللبنانيون عليه آمالهم؟ وهل تتوقعون ذلك؟

اجاب المرجع الاسلامي الابرز:

"من خلال دراستي للمناخ الذي تُثار فيه هذه القضية سواء على مستوى طبيعة الشخص وطبيعة الوسائل المستخدمة وطبيعة الاساليب الحادّة التي تُثار وتستعمل لاسقاط الجانب الشخصي للشخص فلا أتوقع ان يحصل حل من خلال الحوار لأن كثراً من الاطراف قد لا يجدون هناك فرصة لهذا. ثم ان المسألة ربطت بذهاب شخص ومجيء آخر فمن هو هذا الشخص؟ وما هو برنامجه؟ وكيف تُدار القضية؟ هذه قضية لا حل لها حسب الظاهر الا القانوني غير المتيسّر... وهي لن تحل بحسب طبيعة المناخ الذي نتحرك فيه. ولا مستحيل في السياسة ولهذا قد يبقى اللبنانيون مستأنسين بالتصريحات وبالاعلام وبالفضائيات وغيرها".

هل توافقون من يقولون وانا منهم ان اللبنانيين وزعماءهم يتكلمون وطنياً ويتصرفون طائفياً ومذهبياً؟

اجاب المرجع الابرز:

"طبعاً، وهذا ما اواكبه من خلال دراستي للواقع. وارى ان الاعمال تختلف كثيراً عن الكلمات. وهذا ما جعل الاجيال السابقة تدفع ثمناً كبيراً. وقد تدفع الاجيال القادمة أثماناً مضاعفة".