هآرتس

افرايم ياعر وتامار هيرمان

يتجسد عدم الوضوح العام في الطريق الذي ستسير عليه حماس من خلال الاتجاهات المتناقضة في مواقف الجمهور اليهودي من العلاقات بالفلسطينيين: من هنا يتبين ان انخفاضا قد طرأ على نسبة من يقدرون ان حماس ستخفف من ضلوعها في العمليات ضد اسرائيل مقارنة بالشهر الماضي. ولكن في المقابل ثمة ارتفاع قليل في نسبة من يعتقدون ان على اسرائيل ان تعطي العوائد الضريبية للسلطة برغم ان الاغلبية ما تزال تعارض ذلك. هناك أيضاً اغلبية حول الاعتقاد أنه لا يجدر بإسرائيل ان تعارض الاطراف الخارجية بإرسال مساعدات انسانية للفلسطينيين.
بالنسبة للسياسة التي على اسرائيل ان تتبعها الان فإن النسبة الأعلى (ولكن ما تزال اقل من النصف) تعتقد ان اسرائيل تحدد حدودها الان بصورة احادية الجانب وعدم الدخول في تفاوض مع حكومة حماس. أكثر من الثلث بقليل يؤيدون إبقاء خط مفتوح مع حماس على أمل ان تغير مواقفها (الباقون بلا رأي).
أما بشأن الانتخابات في اسرائيل فقد طرأ ارتفاع جديد على نسبة من يقولون ان الاعتبارات الامنية هي التي ستحسم نمط التصويت خلافا للتقدير الذي ساد في تشرين الثاني في ان الجانب الاقتصادي ـ الاجتماعي سيكون حاسماً. الاغلبية تعتقد ان السياسة الخارجية ستكون متشابهة مهما كانت الحكومة في اسرائيل ومع ذلك يميل الجمهور للتضامن مع برنامج كاديما ثم الليكود فالعمل. ولكن برنامج حزب العمل هو الذي يتصدر الصفوف في الجانب الاجتماعي ـ الاقتصادي وبفارق ملموس عن كاديما والليكود. وهنا أيضاً تعتقد الأغلبية ان السياسة ستكون متشابهة أيا تكن الحكومة.
وكما في السابق يفضل الجمهور اليوم ائتلافاً واسعاً بين اليسار واليمين معاً. أما الباقون فيتوزعون بالتساوي بين تفضيل ائتلاف يميني او آخر يساري. أما عن وجود الوسط العربي في هذا الائتلاف فالجمهور اليهودي منقسم بشأن وجود وزير عربي في الحكومة مع ان الاغلبية تفضل وجود الاحزاب العربية في الائتلاف. الاغلبية الحاسمة في الجمهور اليهودي تعتقد انه اذا تحققت المؤشرات وتغير نمط التصويت في الوسط العربي بحيث يصوت الكثيرون منهم للاحزاب اليهودية، فسيكون التغيير ايجابياً لمصلحة الطرفين. ولكن في الجمهور العربي تعتقد اغلبية كبيرة ان التصويت العربي للاحزاب اليهودية سيخدم مصالح الدولة ولكنه سيكون ضاراً بمصلحة الجمهور العربي.