من دومينيك دومبر
لو موند – 9-3-2006

يسمي العسكريون ذلك استعراضاً , أما الديبلوماسيون فيدّعون أنهم يحاولون الهرب منه كأنه طاعون . إنها قضية الملف النووي الإيراني التي أصبحت موضوع استعراض بالفعل في الفضائيات المتلفزة بين الديبلوماسيين الأمريكيين والإيرانيين .

إنه مشهد على حلقات يتم استغلاله في كل القنوات الإخبارية على كرتنا الأرضية. وCNN تهدي متفرجيها المشهد الأكثر اكتمالاً لهذا الحوار المتوعّد وبكل نعوته الإجرامية.

إن جائزة قانونية يجب أن توهب مباشرة إلى أحسن ممثلين لهذه اللعبة الصبيانية : الأمريكي جون بولتون والإيراني جواد فايدي. فالواحد والآخر يعملان على تغطية الأكاذيب حول موضوع جدي يخيف كل سكّان العالم الواسع, وبطريقة صبية المدارس : "سوف أريك عندما نخرج إلى الباحة !"

ويمكن أيضاً أن ينطبق ما يحصل على الأغنية المعادة بين من يأخذون كأساً وراء البار : " اخرج من هنا إذا كنت رجلاً !" ولكل من فاتته هذه( الولدنة) المقلقة , سوف ألخّص المشهد الذي تتيحه CNN .

سفير الولايات المتّحدة لدى الأمم المتّحدة , الفتوّة جون بولتون يجد من الذكاء أن يصرّح أن إيران ستذوق "آلاماً موجعة وحقيقية " في صميمها إذا ما بقيت على رأيها في عمليات تجهيز سلاحها النووي .

من الواضح , أنه يعلن القتال إذا لم تتخلّ لإيران عن مشروعها لتخصيب اليورانيوم والذي سيقود حتما, في الأفق المنظور , إلى حيازتها للسلاح الذرّي . وذللك واضح وصريح مثل حوار الصالونات .

ويجيب يوم الأربعاء الماضي جواد فايدي ,رئيس البعثة الإيرانية إلى فيينا , حيث يشارك في اجتماع حكام الوكالة العالمية للطاقة الذرية, يجيب وأمام غابة من المكروفونات :" يمتلك الأمريكان الوسائل التي تسمح لهم بإيقاع الأذى بالآخرين ولكنهم عرضة أيضاً لتلقي الألم والعذاب . وإذا كان هذا ما يريدونه , فلهم ذلك ."

إن نائب الرئيس الأمريكي, ديك تشيني , هو الذي افتتح هذا الحوار الحاقد عندما أكدّ أن إيران ستعرّض نفسها إلى" تبعات وخيمة" إذا تمسّكت بموقفها.

في لغة الديبلوماسية , المشفّرة مثل غيرها من اللغات الرسمية , يعتبر تعبير " تبعات وخيمة " تعبيراً قوياً . يقول كليمونصو ( رجل السياسة) :" إن الحرب شيئاً أكثر خطورة من أن نضعها بين أيدي العسكريين ." فهل تنطبق الملاحظة بكل لعنتها على الديبلوماسية والديبلوماسيين ؟