كثرت المنتديات العربية التي تدافعت من اجل التضامن مع سوريا الحبيبة في وجه عاديات الزمان التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية ضدها، وصدرت بيانات عن هذه المنتديات واللقاءات الشعبية العربية تؤكد الوقوف في وجه كل من يريد سوءاً بسوريا العرب.

المحامون العرب من كل أقطار الوطن العربي تجمعوا في دمشق ليعلنوا تأييدهم لمواقف سوريا في وجه هذه العاصفة وليعلنوا تضامنهم معها، وساروا في مسيرة سلمية عبر شوارع دمشق قاصدين مكاتب الأمم المتحدة هناك لتسليم رسالة موجهة إلي الأمين العام للأمم المتحدة تنبهه إلى النوايا العدوانية الإمبريالي التي تستهدف سوريا ولبنان، وتحذره بان أي محاولة للمساس بأمن واستقلال وسيادة سوريا سيفتح أبواب جهنم في المنطقة ولن تتكرر المواقف الشعبية للسلبية تجاه العدوان على العراق الشقيق، وكذلك رسالة إلى السفارة الأمريكية تحمل ذلك المعنى. وانعقد لقاء تضامني آخر جمع الأحزاب العربية المختلفة والقوى الوطنية والنقابات لذات الغرض وانفض السامر، بعد هذا اندفعت الولايات المتحدة الأمريكية في الأسبوع الماضي لتصعد حملتها ضد سوريا وان الرئيس الأمريكي استبق نتائج التحقيق الدولية في مقتل الزعيم اللبناني الحريري معلنا أن الرئيس السوري بشار الأسد سيقدم للمحاكمة الدولية عند إعلان تورطه في اغتيال الحريري مما يدل على توجيه عجلة التحقيق نحو إثبات الاتهام. ومن طرف آخر أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان رسمي أن الولايات المتحدة الأمريكية حظرت على المصارف الأمريكية إقامة أي علاقة تجارية مع المصرف التجاري الحكومي السوري وأضاف المصدر أن المصرف السوري يشكل خطرا كبيرا لإمكانية استخدامه للدعم المستمر من قبل الحكومة السورية لمجموعات إرهابية دولية وأكدت المصادر الأمريكية أن الحكومة السورية تواصل تقديم دعم سياسي ومادي إلى المجموعات" الإرهابية" ومنها حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

هذا التصعيد يوحي بمخاطر تهب على دمشق من كل صوب تتمثل في بوادر الحصار الاقتصادي وبوادر توجيه التهمة مباشرة باغتيال الحريري إلى رأس الدولة.

في هذا السياق تم توجيه الدعوات إلى أطياف ما يسمى "المعارضة السورية" لاجتماع في باريس دعا إليه معهد ألماني وبمشاركة مسؤولين من البنتاجون وبعض الدول الأوروبية وهذا يذكرنا بما كان يسمى بالمعارضة العراقية في حقبة التسعينيات من القرن الماضي والتي كانت تلملمها المخابرات الأجنبية لاستخدامها واجهة للنيل من العراق، وقد كان لتلك القوى ما أرادت فهذا العراق يسبح في بحر من الدماء وفقدان السيادة وانعدام الأمن لكافة قوى الشعب إلا الخونة والعملاء.

يتكرر السيناريو الذي حدث ضد العراق، تهديدات أمريكية ضد النظام في دمشق، ولجان تحقيق بدلا من لجان التفتيش الدولية، وتهديدات بحصار اقتصادي، واجتماعات بأطراف معادية للنظام السياسي وليست معارضة له، كل هذا يوحي بصيف حار على دمشق.

لمواجهة هذا الموقف ما هو الدور الذي على المحامين العرب الذين اجتمعوا في دمشق من كل أقطار وطننا وتعاهدوا فيما بينهم على نصرة الحق السوري في الحفاظ على سيادته وأمنه واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والعهد الذي قطعوه على أنفسهم في أن يتصدوا لأي محاولة مساس بالقطر العربي السوري، وتبعهم تجمع الأحزاب والقوى الشعبية العربية التي أتت من جزر القمر مرورا بمعظم أقطار الوطن العربي حتى مغربه، وأيضا تعاهدوا على الدفاع عن سوريا. عليهم اليوم تفعيل تلك الوعود والعهود التي قطعوها على أنفسهم، وإعداد العدة على مستوى الشارع العربي وأطياف أحزابهم ومنظماتهم ونقابتهم وحشد كل القوى دفاعا عن القطر السوري كي لا يلحق بشقيقه العراق الذي تم احتلاله أمريكيا وإيرانيا.

في الجانب السوري لا تكفينا مبادرات التلفزيون السوري التي تقدم بها الدكتور فايز الصايغ الذي فتح نافذة إعلامية جديدة تشير إلى إعطاء فرصة للأطياف المختلفة للتعبير عن آرائها عبر وسائل الإعلام السورية المختلفة ، لقد استقبلنا تلك النقلة بالترحيب الشديد لجهود الدكتور فايز الصايغ الإعلامية، إلا أن تلك الخطوات تعتبر اضاءات بسيطة على الطريق الطويل. نريد أن يتبعها خطوات عملية إصلاحية نوعية على مستوى الدولة.

في المؤتمرات والندوات الشعبية والمؤسسات النقابية والحزبية العربية التي تعاهدت لنصرة سوريا والدفاع عنها مدعوة الآن لتفعيل عهدها التضامني مع الشعب السوري وقيادته السياسية الخطوة الأولى لتفعيل ذلك العهد هي، إسماع القيادة السورية ما يجب أن تسمعه لا ما تحب أن تسمعه، وهنا نقول لابد من انفتاح النظام السياسي بكاملة، بخلاياه الحزبية وقياداته الفكرية والسياسية على أصحاب الرأي وحملة القلم وكامل مؤسسات المجتمع المدني السوري واتخاذ إجراءات عملية لتفعيل ذلك الانفتاح، الأمر الثاني وهو إطلاق سراح جميع معتقلي الرأي وليس المجرمين والفاسدين والعملاء لقوى أجنبية، وإلغاء قانون 49 المتعلق بالإخوان المسلمين الذي لم يفعل كما قيل لنا، وإصدار عفوا عاما عن كل القوى السياسية التي تعيش في الخارج والتي لم تتسخ في وحل الخيانة لوطنهم أو الوشاية به كما فعلت" المعارضة العراقية" التي خانت الوطن وغدرت به في حقبة التسعينيات من القرن الماضي وحتى احتلاله، وأول خطوة عملية يخطوها النظام السوري إعلان حسن النوايا تجاه معارضيه الشرفاء هو إصدار عفو عام وفوري عن من تبقى من حزب «الأخوان المسلمين» الذين يعيشون في حالة قاسية في العراق ويسهل عودتهم إلى وطنهم الأم صفحة يجب أن يطويها النظام.

سوريا مطلوب رأس النظام أولا وإنهاء دور الجغرافية السورية في المنطقة وتمكين القوة المعادية لأمتنا العربية في أوطاننا وعلى ثرواتنا واستقلالنا إنها صرخة استغاثة يقدمها للقيادة السورية كل مخلص لها فهل تستجيب؟

آخر القول: اللهم احمي سوريا الحبيبة وشعبها من كل مكروه.