من فلسطين الى العراق الى لبنان وسوريا الى السودان، الى الملفات النووية المفتوحة من “إسرائيل” الى إيران الى واشنطن وعواصم القرار وما تشكله تهديدات أسلحة الدمار الشامل كلها بلا استثناء من خطر غير مسبوق على المنطقة وأمنها واستقرارها والتنمية فيها، عواصف شديدة تهب على الوطن العربي من أقصاه الى أقصاه، من دون أن تحرك ساكناً لدى الحكومات إلا باستثناءات محدودة.

هل يمكن أن تتعرض المنطقة العربية الى ما تتعرض له من مخاطر ويبقى العرب نياماً، مع أن الواجب يقتضي منهم الاستنفار السياسي على الأقل من أجل حماية الدول العربية المستهدفة بهذه الرياح، وهي رياح سموم منظمة من قبل من يتربص بالعرب، ويريد ردّهم جميعاً الى عقود الاستعمار، فيما العالم كله ينشد التحرر وإرساء مبادىء العدالة والمساواة والحياة الكريمة؟

القضايا التي تواجهها الدول العربية، منفردة أو مجتمعة، تستحق أكثر من اجتماع عربي وأكثر من قمة عربية، إذا أراد العرب إنقاذ وجودهم مما يتهددهم في هذه المرحلة نتيجة للهجمة الشرسة عليهم لتصفية قضاياهم وسياداتهم وإراداتهم ومصالحهم وقدراتهم، أياً كانت التسميات التي يستخدمها المخططون والمنفذون.

معلوم للصغير والكبير في الوطن العربي أن أمريكا تضع “إسرائيل” على ظهرها وعلى رأسها، وأنها لا تقوم بشيء في المنطقة إلا إذا كان يخدم الكيان الصهيوني واحتلاله وعدوانه، وخصوصا ما قامت وتقوم به إدارة المحافظين الجدد منذ سنوات لتدمير القدرات العربية، من خلال دعم الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة واحتلال العراق مباشرة واستهداف لبنان وسوريا في هذه المرحلة، وكذلك استهداف السودان، مع ما تمارسه من ترغيب وترهيب ضد الدول العربية الأخرى.

وها هو المخطط يكمل طريقه على أرض الواقع والمنطقة كلها واقعة تحت الضغط والتهديد، ولا سبيل إلى الحد منها وحفظ ما تبقى إلا بأن يستيقظ العرب من سباتهم ويتعاملوا مع الواقع الكارثي الذي يفرض عليهم باعتباره تهديداً مصيرياً يتطلب مواقف وخطوات مصيرية، قبل أن يأتي وقت لا ينفع فيه ندم ولا حتى بكاء على الأطلال.