نجيب نصير

لا زلنا نرواح في مكاننا رافضين التعاريف الأساسية والمفاهيم الأساسية لكل ما هو متداول ثقافيا أي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وما زلنا نصر على الخلط في الأمور التي لا تراكب بينها ولا انسجام مطلقين فقاعات لغوية لا تعني ما هو المقصود من المفهوم ولا تعي نتائجه، كلمات مثل الإسلام والغرب، نرسلها هكذا دون التفكير من أين أتت ولا إلى أين تودي، المهم هو بساطتها التي تغري البسطاء بالحنق والعنف ما يعيد المسألة إلى دائرة سوء الفهم والعنف والقطيعة المتبادلة.

اليوم اقرأ عن الإسلام والغرب وما قام به جورج بوش من تصرف مع كل من الهند وباكستان وتفسيره على أساس التعامل مع مسلمين وغير مسلمين، حيث الانحياز يبدو واضحا لأسباب شخصية أو أخلاقية أو اتهامية أو أو أو الخ والنتيجة...هي التأليب في غير سياقه وخارج دائرته ومعاكس للمصلحة التي نبتغي، حيث يبدو الاستغراب لماذا علينا ان نقدم أنفسنا إلى محرقة هي من خارج سياق الأداء الثقافي لشعوب العصر، خصوصا أننا ضمن معركة خاسرة إعلاميا وعلميا، حيث نبدو كهاربين إلى الأمام مستفيدين من زمن المعركة فقط كزمن يمكن إطلاق تسمية إحياء علينا في أثنائه.

في هذا الزمان الدولة للمواطنين بغض النظر عن دينهم وايماناتهم، فالدولة الهندية هي للهنود وليس للسيخ والهندوس والمسلمين والمسيحيين مجتمعين أو متفرقين، لأن مفهوم الدولة المعاصر والذي ندعي أننا نتعامل به هو مفهوم تصنيفي مغاير للتصنيف لدول ما قبله، وبالتالي استخدام هكذا مفهوم يجب ان يكون في سياقه هو وفي مستواه المعرفي كي يتساوق مع التفكير في مقابلاته ومرافقاته، أما ان نستخدم توصيف ملتبس ومتغير حسب أهواء اللغة أو أهواء التكتيك السياسي فأن ذلك يقودنا إلى التأليب وبالتالي فتح معارك طويلة الأمد لا يستفاد إلا من زمنها هي على حساب البسطاء والمساكين الذين يغضبون ويحنقون لأسباب لا مصلحة مواطنية لهم بها، لتتحول الشكوى الصحيحة إلى تدليس ومخدر تثير الغوغاء والبغضاء، فقط لأننا لا نريد الاعتراف بمفهوم الدولة الحديث.

الإسلام والغرب مقاربة خاطئة لو أعملنا فيها أي من أدوات العقل أو المعرفة، مقاربة لا تصمد أمام أي سؤال عقلاني أو حتى واقعي.
ولكدون.داولة هي وأمثالها عبر مثقفي البلاطات، وكأننا كتلة عمياء بلا بوصلة والغرب كذلك وما علينا إلا ان نشعل الحروب العواطفية كي نحصل على دولة دون مفهوم أي دون وظيفة أي دون مسؤولية أي دون... أي دون ... أي دون.. أي دون ............ الخ