شعبان عبود, النهار

شهدت منطقة الزبداني القريبة من الحدود السورية – اللبنانية اشتباكات مسلحة بين قوات من قسم مكافحة الارهاب ومجموعة "تكفيرية"، اسفرت عن مقتل اثنين من افراد المجموعة احدهما محمد علي ناصيف الذي تلاحقه السلطات الامنية منذ مدة طويلة، وعن جرح احد رجال الامن.

وافادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان "قوات مكافحة الارهاب السورية تمكنت فجر اليوم (امس) من قتل الارهابي المجرم محمد علي ناصيف في منطقة الزبداني والمصنف على رأس الملاحقين في تنظيم جند الشام الارهابي التكفيري وذلك بعد اشتباك مسلح ادى ايضا الى مقتل مرافقه ياسر عدوي واصابة احد عناصر المجموعة المداهمة بجروح طفيفة". وقالت انه "تمت مصادرة بنادق حربية من وكر الارهابيين، بالاضافة الى كتيبات ووثائق تحرض على التطرف والقيام باعمال ارهابية وجهاز كومبيوتر وادوات فتح وخلع اقفال".

وغالبا ما تشهد المناطق والقرى الحدودية مع لبنان اشتباكات كهذه على خلفية تنامي المشاعر الاسلامية المتطرفة ونظرا الى وجود مجموعات تمتهن تجارة تهريب الاسلحة وتعمل على مد المجموعات التكفيرية بها.

وكشف مصدر سوري مطلع لـ"النهار" ان اشتباكا مسلحا حصل قبل شهرين ولم يعلن بين قوات الامن السورية واشخاص يعملان في التهريب ويمدون مجموعات تكفيرية بالسلاح في قرية عسال الورد شملا غرب دمشق والتي تبعد عنها نحو 40 كيلومتراً والقريبة من الحدود اللبنانية. اما الاشتباكات الاخيرة فحصلت في اول شباط الماضي وشملت مناطق كفر بطنا وقارة في ريف دمشق ومضايا القريبة ايضا من الحدود اللبنانية.

وكانت اشتباكات دارت بين قوات الامن ومجموعات تكفيرية منذ حزيران من العام الماضي، في كل من حي دف الشوك في دمشق، وتكلخ في محافظة حمص على الحدود مع لبنان، ومنطقة الزبداني، وفي محافظات الحسكة وحماه وحلب ومعرة النعمان في محافظة ادلب، وفي ريف دمشق.

اعتقالات

على صعيد آخر، لفتت "جمعية حقوق الانسان في سوريا" الى زيادة الاعتقالات والاستدعاءات والاجراءات الاخرى التي تقوم بها الاجهزة الامنية السورية، استناداً الى حال الطوارئ. وتحدثت في هذا الصدد عن اعتقال الطبيب عمار قربي عضو مجلس ادارة الجمعية العربية لحقوق الانسان فور عودته الى البلاد من الخارج، واستمرار اعتقال شوكت غرز الدين وعدنان ابو عاصي وايهم بدور، على خلفية مشاركتهم حديثاً في الاعتصام امام قصر العدل في دمشق، في الذكرى الـ43 للعمل بقانون الطوارئ.

وتوقفت الجمعية عند استدعاء الاجهزة الامنية "عدداً من الناشطين في الحقل السياسي الى مراكزها "للتحقيق"، بينهم رياض سيف" العضو السابق في مجلس الشعب والذي افرج عنه بعد سجنه اكثر من اربع سنوات.

وأوضحت ان "الاجراءات التعسفية بمنع السفر لعدد متزايد من هؤلاء الناشطين، تتوسع بخلاف احكام القانون الذي لا يجيز منع السفر إلا بحكم قضائي".

وفيما استنكرت "هذه الاجراءات"، اكدت "ان حال الطوارئ لم تعد قادرة على تغطية هذه الانتهاكات، وهي تسيء الى سمعة السلطة كما الى سمعة البلاد، وتتنافى وحاجتها الماسة الى سيادة القانون".