السفير

تشكل صحافة الانترنت في سوريا متنفسا للمواطنين الراغبين في مصدر مستقل للمعلومات متمايز عن الإعلام السوري التقليدي الخاضع للرقابة، بيد أن الكتابة على الانترنت لا تخلو من المخاطر.
وأعربت السلطات السورية مرارا، في السنوات الأخيرة، عن استعدادها لإعطاء الصحافة مزيدا من حرية التعبير. وبدت الصحف السورية الثلاث، <<البعث>> و<<تشرين>> و<<الثورة>>، وجميعها تنطق باسم الحكومة وحزب البعث الحاكم، أكثر تحررا في التعاطي مع مواضيع اجتماعية واقتصادية.
وتبنت أسبوعية <<الاقتصادية>> المتخصصة، بدورها، مقاربة نقدية في عدد من هذه المواضيع، وكذلك فعلت مجلتا <<الدبور>> و<<سالب مجاب>> اللتان تتهكمان على المعارضة والحكومة على حد سواء كما تنتقدان الأداء الاقتصادي للحكومة.
أما بالنسبة للمواضيع السياسية، فيفضل السوريون قراءة موقع <<شام برس>> و<<سيريا نيوز>> و<<كلنا شركاء>>. وبرغم انتمائه إلى حزب البعث، يتولى أيمن عبد النور الإشراف على موقع <<كلنا شركاء>> الذي يقدم لقرائه خدمات إعلامية ومقالات باللغة الإنكليزية.
ونسب تقرير يعنى بقضايا حرية الانترنت في المغرب العربي والشرق الأوسط، نشرته في تشرين الثاني الماضي منظمة <<هيومان رايتس واتش>> غير الحكومية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان، إلى عبد النور قوله <<لقد تجاوزنا كل الخطوط الحمر. ونحن نوجه انتقادات للنظام الأمني والمخابرات وحتى لمسؤولين في القصر الرئاسي. ليس هناك من ممنوعات>>.
وبرغم انتقاداته الحادة للنظام، لم يتعرض عبد النور، الذي يؤكد أن عدد المشتركين في موقعه بلغ 16 ألفا، للمضايقة. بيد أن الحالة اختلفت مع صحافيين وناشطين آخرين. فقد تعرض صحافيون ونشطاء إلى مضايقات، وبينهم من دخل السجن، مثل الصحافي السوري الكردي مسعود حميد وناشط حقوق الإنسان حبيب صالح.
وتنشر صحافة الانترنت مقالات تناقش المشاكل السياسية والاجتماعية كالتعددية الحزبية وإصلاح البعث وهجرة الشباب. ويتطرق الموقع النسائي <<سيريان وومان>> إلى مواضيع حساسة في مجتمع تقليدي متوقفا عند القوانين التي تحمل تمييزا ضد المرأة.
ومن ضمن المواقع الرائجة موقع <<الحوار المتمدن>> (أسسه ائتلاف أحزاب يسارية)، وموقع <<أخبار الشرق>> الذي يصدر من لندن والقريب من جماعة الأخوان المسلمين المحظورة. وكسواهما من المواقع الأخرى، يوقف هذان الموقعان ثم يسمح لهما بالعمل مجددا بحسب إرادة الرقابة.
لكن هذه المواقع تبقى مفتوحة لهواة شبكة الانترنت، الذين يعرفون تخطي الحواجز التي تضعها الرقابة.
وذكر تقرير نشره <<أراب ادفايزرز غروب>> في عمان في تشرين الأول الماضي أن نسبة السوريين القادرين على الاتصال بشبكة الانترنت لا تتجاوز 4,1 في المئة، وهي مشكلة أخرى تحد من اطلاعهم على الوسائل الإعلامية البديلة في صحافة الانترنت.